دراسة: شُرب السكر أخطر من أكله ويرفع خطر السكري 25%
كشفت دراسة تحليلية واسعة أن طريقة استهلاك السكر تلعب دورًا مهمًا في التأثير على الصحة، قد يوازي أو يتجاوز تأثير الكمية نفسها، حيث تبين أن المشروبات المحلاة بالسكر تزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 25%، في مقابل أن السكر في الأطعمة الصلبة لم يُظهر نفس العلاقة.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في دورية ”أدفانسز إن نيوتريشن“ أن تناول السكر في شكل مشروبات، مثل الصودا والمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة، يرتبط بزيادة ملحوظة في احتمالات الإصابة بالسكري، في حين أن السكر في الأطعمة مثل البسكويت أو الكعك لم يرتبط بنفس الخطورة، بل بدا أن له أثرًا وقائيًا طفيفًا في بعض الحالات.
وقالت كارين ديلا كورتي، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة التغذية في جامعة بريغهام يونغ، إن نتائج التحليل تمثل نقلة نوعية في فهم علاقة السكر بصحة التمثيل الغذائي، مشيرة إلى أن المصدر، والشكل، والعناصر الغذائية المصاحبة لاستهلاك السكر تعد عناصر حاسمة في تحديد أثره الصحي.
500 ألف شخص.. ونتيجة حاسمة
اعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات من 29 دراسة شملت أكثر من نصف مليون شخص من عدة قارات، ليكون هذا التحليل، بحسب ديلا كورتي، ”الأوسع من نوعه“ في تقييم تأثير نوع استهلاك السكر على تطور مرض السكري.
وتوصلت النتائج إلى أن كل استهلاك يومي يعادل 340 غرامًا ”12 أونصة“ من المشروبات السكرية، يرفع خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري بنسبة 25%، بينما يزيد عصير الفاكهة الخطر بنسبة 5% عند استهلاك 225 غرامًا ”8 أونصات“ يوميًا.
وفي المقابل، لم يظهر تناول 20 غرامًا من السكر اليومي ”ما يعادل ملعقتين كبيرتين تقريبًا“ في الطعام أي ارتباط بارتفاع خطر السكري، بل ارتبط بانخفاض بسيط في احتمالات الإصابة.
لماذا السكر السائل أكثر ضررًا؟
يرجّح الباحثون أن غياب الألياف والبروتين والدهون من المشروبات السكرية يجعل السكر يدخل الدم بسرعة أكبر، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في الغلوكوز والأنسولين، ويعطل إشارات الشبع في الدماغ. كما أن الجسم يواجه صعوبة في معالجة الفركتوز عند تناوله بجرعات عالية، ما يسهم في تراكم الدهون في الكبد وتطوّر مقاومة الإنسولين، وهو أحد المسارات الرئيسة المؤدية إلى داء السكري.
وأشارت ديلا كورتي إلى أن المشروبات السكرية عادة ما تحتوي أيضًا على مضافات كيميائية وألوان ونكهات صناعية، قد تؤثر على التوازن الأيضي وتضاعف من المخاطر الصحية.
الإقلاع التدريجي هو الحل
وفيما شبّهت الخبيرة الصحية لورا شميت، من كلية الطب في جامعة كاليفورنيا، الاعتياد على المشروبات السكرية بحالة ”إدمان“ مشابه لتعاطي التبغ، نصحت بخطوات تدريجية للتقليل من الاعتماد عليها. واقترحت مزج المشروبات الغازية بالماء في البداية، ثم تقليل الكمية أسبوعًا بعد أسبوع، حتى التحول إلى العصائر الطبيعية أو المياه فقط.
وشددت على أن التقليل من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر هو أحد أسهل وأسرع الطرق لتحسين الصحة العامة، والوقاية من مرض السكري ومشكلات التمثيل الغذائي الأخرى.