دراسة: الإفراط في الألبان مرتبط باضطرابات النوم والكوابيس
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود ارتباط محتمل بين الإفراط في تناول منتجات الألبان، خصوصًا لدى الأفراد الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز، وبين زيادة معدل الكوابيس وانخفاض جودة النوم، في نتائج تفتح بابًا جديدًا لفهم تأثيرات التغذية على الصحة النفسية والذهنية.
وأوضح فريق الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology, أن تغييرات بسيطة في النظام الغذائي قد تُسهم بشكل مباشر في تحسين نوعية النوم ومحتوى الأحلام، خاصة بالنسبة لمن يعانون من مشاكل في هضم مكونات الحليب ومشتقاته.
وأشار الدكتور توري نيلسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة مونتريال ومدير مختبر الأحلام والكوابيس، إلى أن اضطرابات النوم تُعد من المشكلات الشائعة عالميًا، إذ يعاني ما بين 30 و 40% من السكان من اضطرابات نوم سريرية خلال حياتهم، مؤكدًا أن نتائج الدراسة تشير إلى تأثير ملحوظ لمنتجات الألبان على جودة النوم لدى غير المتحملين للاكتوز.

وبيّن نيلسن أن فريقه البحثي اعتمد على بيانات أكثر من 1000 طالب جامعي، خضعوا لاستبيانات شاملة تناولت عاداتهم الغذائية، ونوعية نومهم، وتكرار الكوابيس، ومدى حساسيتهم لبعض الأطعمة. وخلص الباحثون إلى أن الأعراض الهضمية الناتجة عن عدم تحمّل اللاكتوز كانت مرتبطة بشكل واضح بزيادة محتوى الأحلام المزعجة واضطرابات النوم.
وأوضح نيلسن أن منتجات الألبان تصدّرت قائمة الأطعمة التي أبلغ عنها المشاركون كمؤثرة على أحلامهم، وهو ما عزز فرضية العلاقة بين الاضطرابات الهضمية والتأثيرات النفسية أثناء النوم.
وفي تعليق مستقل، وصف الدكتور إندربال راندهاوا، طبيب مختص في الحساسية والمناعة، نتائج الدراسة بأنها تقدم ”زاوية جديدة لفهم العلاقة بين حساسية الطعام والصحة النفسية“، موضحًا أن الشعور بعدم الراحة الجسدية قد ينعكس في شكل كوابيس أو نوم متقطع.
ودعا راندهاوا إلى إجراء مزيد من الدراسات التدخلية التي تختبر مدى فعالية التعديلات الغذائية في التخفيف من الكوابيس وتحسين جودة النوم، خصوصًا لدى الفئات التي تعاني من تحسس غذائي غير مشخص.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة أمام الأطباء والمعالجين النفسيين لاعتماد التغيير الغذائي كوسيلة غير دوائية في علاج اضطرابات النوم، خاصة في ظل ارتفاع معدلات القلق واضطرابات المزاج المرتبطة بسوء النوم.