نشأت رؤى نشأه مثاليه حيث لم يخطيء احد في حقها لأن بلدها معروفه بشر نسائها ولجوئهن للسحر واذية الآخرين .. حتى تخرجت وذهبت للجامعه وهناك عرفت بعض الزملاء وكانت علاقتها معهم طيبه ومنهم فؤاد .. وذات يوم اخطأ فؤاد في حق رؤى عن غير قصد فاعتذر منها ولكن رؤى لم تسامحه بل وحاولت تحريض زملائه ضده للسخرية منه واذيته .. ومرت الايام وقام احدهم بتشويه سمعة احد زملاء رؤى وتلفيق الاكاذيب عنه واسمه حسام فتبرأت رؤى منه واصبحت تحتقره وليس ذلك فقط بل ان هناك من عمل سحر لأذية حسام فمرض حسام بشده وانسحب من الجامعه ولم يعد يخرج من منزله....
وكما يقال الدنيا دواره
تخرجت رؤى من الجامعه واصبحت معلمه وتزوجت واحد اقارب زوجها واسمها سميحه وهي اخت حسام من الرضاعه عرفت ماذا فعلت بحسام فاصبحت تؤذي رؤى وتثير المشاكل بينها وبين اهل زوجها بل ولأنها تعرف امرأه لديها عين حاسده فطلبت من المرأه ان تحسد رؤى والعين حق فمرضت رؤى بشده وقامت سميحه بزيارتها ودخلت غرفتها وجلست معها لوحدها فاخبرتها بقصة المرأه الحاسده واخبرتها عن حسام التي قامت رؤى بأذيته وقالت سميحه لرؤى : انا لست شريره مثلك ولكن كان يجب ان يعاقبك احد على ما فعلتي بأخي من الرضاعه لذلك ان اعتذرتي لحسام واصلحتي اخطائك بحقه سادعكِ وشأنك وابطل مفعول العين التي اصابتك . وطلبي هذا ليس صعباً عليكِ كما يبدو . فوافقت رؤى بسرعه . وبعدها بأيام جلست رؤى عند اخت زوجها واسمها ريم وهي امرأه صالحه اخبرتها بأمر اخت حسام من الرضاعه وحسام بدون ان تذكر هويتها ولم تخبرها انها اخته بل اكتفت بالقول انها قريبته .. فقالت ريم لرؤى : لأني اصاحب الصالحات واذكر الله كثيراً تعلمت ان انسى واسامح لست مثاليه حتى لا اخطيء فجميعنا نخطيء حتى انتي يا رؤى التنشأه الانانيه التي نشأتها انتي وعدم وجود قدوه صالحه في حياتك جعل منكِ شخصيه انانيه وقاسيه وشريره يجب ان تتغيري وتتعلمي اللطف وتتعلمي كيف تسامحي وكيف تنسي هكذا تعيشي بسعاده بدون حقد وكراهيه والله سيحبك ان تركتي القسوه وامتلكتِ قلباً طيباً .
تأليف : أحمد الغيثي ( المختبيء تحت المطر )