النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

لم تتأخّرِ الفرسُ.. عن موعدِ رُكوبِها

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 105 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أسكن روح القطيف
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,077 المواضيع: 8,726
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 30614
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 1

    لم تتأخّرِ الفرسُ.. عن موعدِ رُكوبِها

    لم تتأخّرِ الفرسُ.. عن موعدِ رُكوبِها
    الطف تاريخٍ تغلغل في وجداننا، لا كذكرى، بل كنبضٍ يتردّد في جراحنا اليومية، تبقى كربلاء عنوانًا للوعي، لا للمأساة وحدها. لم تكن عاشوراء مجرّد واقعة، بل كانت اختبارًا أبديًا: من يرى؟ ومن يتعامى؟ من يسمع نداء الضمير؟ ومن يُغلق قلبه عن صوته؟
    نحن لا نكتب عن الطفّ لنحزن، بل لنفهم. فبعض النكبات، إن لم تتحوّل إلى وعي، صارت مجرّد بكاءٍ على الأطلال، رغم مشروعية البكاء وثوابه.
    في صباحٍ لم يُشبهه صباح، صباحٍ أليمٍ فظيع، كانت الأرض تشرئبّ إلى السماء تنتظر قرارها الأخير. على أرض الطف، وقف الإمام الحسين (ع) وحده، ولكنّه كان أمة. ألقى حجّته، وأبانَ دليله، ونصح، وذكّر، وخطبَ فيهم كأنّما ينطقُ عن لسان النبوّة، ومع ذلك، كانت القلوب عليها أكنّة، والعيون عليها غشاوة، والضمائر في سباتٍ لا توقظه حتى الدماء.
    رأوا الإمام الحسين، لكنهم لم يُبصروه. سمعوا صوته، لكنهم لم يعوه. بدا عليهم كأنهم في حفلةٍ شيطانية، يتمايلون على أوتار الكذب والغدر، ويتسلّون بلعبة الموت. من قال لهم إن الدنيا دار عبور، أجابوه بأنها ميدان لعب. ومن وعظهم بالموت، سخِروا كأنهم خالدون. كانوا كما وصف القرآن: ”كَأَنَّمَا يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ“، وقد خبطهم، وطُبع على قلوبهم بختم الغدر.
    لم يكن الإمام الحسين وحده يُخاطبهم، بل كانت عيون الطفولة، ودموع النساء، وأوجاع العطاشى، كلّها تصرخ فيهم: ”أفيقوا!“ لكنهم اختاروا السُّبات، وقلبوا الحقّ ظهرًا لباطل، ولبسوا وجوهًا غير وجوههم، وسرقوا لحظة الزمن ليصنعوا منها فجيعة أبدية
    .
    الفرس.. والميعاد المكتوب
    وفي لحظة من لحظات الصحو النبوي، قال الإمام الحسين (ع):
    ”لا تظلّون فيها إلا ريثما تُركب الفرس“
    قالها لا تهديدًا، بل يقينًا في عدالة السماء. كأنّه يرى بعين البصيرة أن الزمن لا يُبقي ظلمًا بلا حساب، ولا دمعًا بلا جواب.
    ومن يومها، بدأت رحلة الفرس. ثلاث سنواتٍ بالتمام، هي المدة التي تحتاجها المهرة لتكبر وتُركب، فخرج المختار الثقفي بعد تمامها، وركب الفرس، وكأنها إشارة رمزية سماوية: أن الله يُمهل، لكنه لا يُهمل. وأنّ الوعد الإلهي، مهما بدا مؤجّلًا، لا يسقط بالتقادم.
    لم يُمهَل أولئك القتَلة طويلًا، فاستُجيب دعاء الحسين، ودارت الدوائر على من خان وغدر وتنكّر. كانت العدالة بطيئة الخطى، لكنّها وصلت، لا لتشفي غليلًا، بل لتقول: إنّ الدم لا يضيع، وإنّ الحق لا يموت بالصمت.
    ورغم كل هذا، فالعزاء لا يكون في مشهد العقاب، بل في لحظة الإدراك. فالفاجعة الكبرى ليست ما جرى يوم الطف، بل فيمَن لم يتعلّم منه، فيمَن مرّت عليه الخطب كأنها ريح، وفيمَن أغمض عينيه عن نورٍ سالت دونه أنهار من الدمع والدم.
    لكن، كما لم ينطفئ نور الحسين، يبقى الأثر الجميل ممتدًا في القلوب التي تحيا بالرحمة والصدق. فما من زمنٍ يخلو من لمسة وفاء، أو شعورٍ يُنصت لصوت الضمير، ولو بصمت. فالمعنى ليس في ما مضى من الجراح، بل فيما نغرسه اليوم من فهمٍ ورقيّ. والعزاء لا يكون فقط في الحزن على ما جرى، بل في قدرتنا على استحضار تلك الذكرى بما يُصلح الذات، ويُهذّب المشاعر، ويجعلنا أكثر إنصافًا وإنسانيةً، فيما نعيشه ونراه، ونحيا بالحسين قلبًا وقالبًا.
    فما بين الطفِّ وقلوبنا خيطٌ من حكمة، إن أحسَنّا الإصغاء، تحوّل من دمعةٍ إلى بصيرة، ومن حكايةٍ إلى ضميرٍ حي، لا يُعيد الأخطاء، ولا يُقسو على أحد، بل يُضيء الطريق بنور الحسين.

  2. #2
    من اهل الدار
    Lord of Wisdom
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الدولة: عنودي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,888 المواضيع: 611
    صوتيات: 39 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9890
    مزاجي: A.O.K
    المهنة: مدرس
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: Samsung A55
    آخر نشاط: منذ 8 ساعات
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى A.O.K
    مقالات المدونة: 2
    لبيك داعي الحق
    لبيك يا حسين
    بورك يمينك

  3. #3
    مراقبة
    أسكن روح القطيف
    نورتم بحضوركم الجميل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال