النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

كربلاء.. انتصار الضمير

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 81 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أسكن روح القطيف
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,077 المواضيع: 8,726
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 30614
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    آخر نشاط: منذ 8 ساعات
    مقالات المدونة: 1

    كربلاء.. انتصار الضمير

    كربلاء.. انتصار الضمير
    في ظل أجواء محرم الحرام، وفي رحاب عاشوراء الحسين (ع)، يبقى الضمير الإنساني منشغلاً بتلك التساؤلات المتجددة التي لا تموت مع الذكرى، "لماذا خرج الحسين (ع)؟ وما الذي أراده من تضحياته؟ وكيف يمكن لواقعة وقعت منذُ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، أن تبقى نابضة بالحياة، حيةً في الضمير محرّكةً للقلوب والعقول؟
    إن الإجابة على هذه الأسئلة لا نجدها في الدماء التي سُفكت، ولا في الأجساد التي قُطّعت فحسب، ولكننا نجدها في المعاني العميقة التي انبثقت من كربلاء الحسين (ع)، ومن الضمير حين يُبعث من جديد، ومن الولاء حين يُمحّص بالصدق والوفاء، ومن المبدأ حين يُقدّم على كل مصلحةٍ.
    أولاً: حين يتكلم الضمير
    الضميرُ هو: القدرة على التقييم الذاتي للأفعال، والسلوكيات دون تدخل خارجي، أي أن الإنسان حين يكون ضميره حيّاً لا يحتاج إلى شرطي أو كاميرا أو واعظ أو حارس ليعرف الصواب من الخطأ، لأن صوته النابع من الفطرة والدين والتربية هو من يُقيّم أفعاله وسلوكه.
    وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق (ع) بقوله: «من صلُح ضميره صلحت أعماله، ومن فسُد ضميره فسدت أعماله» «ميزان الحكمة».

    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ”ماذا يعني أن يكون الضمير حيّاً، وكيف يموت؟“
    أن يكون الضمير حيّاً يعني أن يكون الصوت الداخلي الذي يوجّه الإنسان نحو الخير والصواب حاضراً وقوياً ونشيطاً في كل لحظة، وأن يُشعر الإنسان بالمسؤولية تجاه أفعاله وأقواله، وأن يلتزم بالقيم والمبادئ والأخلاق حتى في غياب الرقابة الخارجية، بحيث لا يسمح لنفسه بالانحراف أو بالخيانة أو بالظلم أو الفساد مهما كانت الظروف أو التحديات التي تواجهه، كما قال الإمام الحسن (ع): ”الضمير هو سفينة النجاة في بحر الحياة، فمن تركها غرق.“
    وفي مشهد عاشوراء الحسين (ع) فقد تجلّى الضمير الحي بأبهى صوره في شخصيات كثيرة، ومن أبرزها شخصية الشهيد زهير بن القين البجلي، الذي كان عثماني الهوى لكنه حين سمع نداء الحسين (ع) ووعى الموقف تحرّك ضميره، فانقلب من التردد إلى النصرة، وترك راحته وعشيرته، وانضم إلى الحسين (ع) بإرادته الحرة حتى قال قولته المشهورة: ”والله لوددت أني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أُقتل كذا ألف قتلة.“

    وجون مولى أبي ذر الغفاري الذي رفض أن يترك الإمام الحسين (ع) رغم إعفائه من العبودية وقاتل معه حتى استُشهد.
    ووهب بن عبد الله «النصراني»، وهو رجل مسيحي أسلم على يد الإمام الحسين (ع)، فقاتل واستشهد دفاعاً عن الحق والإنسانية، لأن ضميره لم يقبل أن يقف متفرجاً على هذه الجريمة النكراء.
    وعلى رأسهم الشهيد الحر بن يزيد الرياحي، وهو من أشراف قبيلة بني رياح، وهي إحدى بطون بني تميم، وكان معروفاً بالشجاعة والفروسية، ومن وجهاء الكوفة وقادة جيشها، ولديه مكانة مرموقة لدى الأمويين. وقد كُلّف من قبل عبيدالله بن زياد بمهمّة عسكرية خاصة وهي ”اعتراض الإمام الحسين (ع) ومنعه من دخول الكوفة“، ثم فجأة تغيّر مساره، وتبدّل قراره واختار الموت بين يدي الإمام بعد أن كان جزءًا من آلة القمع، بل وقاتل قتالَ الأبطال، وأبلى بلاءً حسناً حتى استُشهد في اليوم العاشر من المحرم، بعد أن جسّد أروع صور التوبة والشجاعة والكرامة والولاء.
    ولذا قال فيه الإمام الحسين (ع) بعد استشهاده: ”أنتَ الحُرّ كما سَمّتك أمّك، حرٌّ في الدنيا وسعيدٌ في الآخرة.“
    ولكن السؤال: ما الذي جعل قائدًا عسكريًا يتمتع بالشجاعة والفروسية والقوة والمهارة القتالية، أن يتردد ثم يرمي بكل شيء خلفه ويُغيّر وجهته إلى الموت؟

    أيُعقل أن قراراً كهذا يولد في لحظة؟ أم أن شيئاً في داخله ظل حيّاً يُقاوم حتى انتصر؟ وما الذي حرّك قلبه وروحه في لحظة؟
    لا شك أنّه الضمير حين يولد من جديد، فيعود بالإنسان إلى طبيعته الأولى: نقياً في نواياه، شجاعاً في مواقفه، صادقاً مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين. ولذلك قال قولته الخالدة: ”إني أرى نفسي بين الجنة والنار ولا أختار على الجنة شيئاً.“
    كيف يموت الضمير؟
    الضمير لا يحتاج إلى مؤامرة كُبرى ليموت، ولا إلى كارثة أخلاقية ليختفي، ولا إلى صدمة عنيفة ليغيب. بل يكفي أن تتجاهله مرة، ثم مرة، ثم أخرى، حتى يصبح صوته هامسًا بالكاد يُسمع. الضمير لا يموت فجأة أو مرة واحدة، ولكنه يموت في لحظة يغضّ الإنسان فيها طرفه عن الظلم، أو يسكت عن الحق وهو قادر على قوله، أو يُساير الباطل بدافع الخوف أو الطمع، أو يضحّي بالمبدأ لأجل المصلحة. والأهم من ذلك، أن الضمير لا يموت تماماً بل يُدَفن حيّاً. ولذا قالوا: ”ليس كل من مات قد توقّف قلبه، فموت الضمير أسبق وأشدّ.“
    ثانيًا: الولاء الحقيقي لا يُقاس بطول الخدمة

    في كل سنة، ومع دخول محرم الحرام، تمتلئ أغلب المساجد والمجالس والحسينيات والمواكب بالناس، وتُرفع الرايات السوداء على الجدران، ونسمع القصائد والنواحي، وتُخيم علينا أجواء الحزن والألم، وكأن الزمان يأخذنا إلى صحراء كربلاء الحسين (ع). وهو مظهر طيب ومطلوب، بل هو صورة من صور الوفاء والإحياء المبارك لتلك الثورة العظيمة الخالدة. ولكن هل يكفي أن نحزن لكي نكون حسينيين؟ وهل مجرد الانتماء لأهل البيت (ع) يكفي ليكون الإنسان وفيًا لهم؟ وهل طول الخدمة في المجالس والمواكب أو حمل الألقاب هو المعيار الحقيقي للولاء؟
    الحقيقة، كما أرى، أن كربلاء نفسها هي من أجابت على هذه التساؤلات منذُ اللحظة الأولى، وذلك حين فرّقت بين من ادّعى ومن صدق، وبين من عرف الحسين (ع) وخذله، ومن لم يعرفه طويلاً ولكنه نصره حتى الموت، كالشهيد الحر بن يزيد الرياحي عليه رضوان الله.
    ثالثًا: المصلحة ليست أهم من المبدأ
    لقد انقسم الناس في كربلاء إلى فريقين: هناك من اختار الراحة والسلامة والمكاسب الآنية فخذل الحق وسقط في أوحال الدنيا، وهناك من اختار المبادئ والقيم، والصدق مع الذات، فوقف مع الحسين (ع)، وضحّى بكل شيء لأجله.
    ولذا فإن من يتأمل مشهد كربلاء الحسين (ع) بوضوح سيدرك أن المصلحة مهما بدت مغرية وجذابة وجميلة فإنها لا تمنح الإنسان قيمة حقيقية، بل على العكس تمامًا، فهي تجرّده من كرامته ومن إنسانيته، بينما التمسك بالمبدأ، ولو جرّ صاحبه إلى الموت، فإنه يمنحه البقاء والخلود في ذاكرة الأحرار.
    وهنا تتجلّى الحقيقة: فليس كل من انتصر عاش، وليس كل من مات خسر، بل المنتصر الحقيقي هو من خرج من الامتحان بثبات.
    الخاتمة
    وفي نهاية هذا التأمل، لا يسعنا إلا أن نستلهم من كربلاء الحسين (ع) دروسها الخالدة، ونسأل أنفسنا بصدق: أين نحنُ من ضمير الحر؟ ومن شجاعة زهير؟ ومن ثبات الحسين (ع)؟

  2. #2
    من اهل الدار
    Lord of Wisdom
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الدولة: عنودي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,890 المواضيع: 611
    صوتيات: 39 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9890
    مزاجي: A.O.K
    المهنة: مدرس
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: Samsung A55
    آخر نشاط: منذ 2 دقيقة
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى A.O.K
    مقالات المدونة: 2
    كربلاء انتصار كل القيم الانسانية النبيلة
    بارك الله بك

  3. #3
    queen
    تاريخ التسجيل: May-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,748 المواضيع: 38
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12488
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    مقالات المدونة: 4
    انما ماحدث في كربلاء لنصرة الحق على الظلم

    تسلم يداج حبيبتي

  4. #4
    من أهل الدار
    عراقي وافتخر
    تاريخ التسجيل: March-2021
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,209 المواضيع: 21
    التقييم: 3250
    مزاجي: الحمدلله
    أكلتي المفضلة: كل شئ من نعم الله
    آخر نشاط: منذ 2 دقيقة
    احسنتم
    بارك الله بيكم

  5. #5
    مراقبة
    أسكن روح القطيف
    منورين بحضوركم الجميل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال