يحدث نتيجة أحداث عاطفية أو جسدية شديدة، مثل تلقي نبأ وفاة أحد الأحباء، أو الفوز باليانصيب، أو رفع أريكة ثقيلة.
عندها، تغمر هرمونات التوتر عضلة القلب، ما يجعله يُكافح لضخ الدم بشكلٍ فعّال.
تتشابه الأعراض مع الإصابة بنوبة قلبية، وتشمل ألم الصدر، وخفقان القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.
حلَّلت الدراسة الجديدة بيانات نحو 200 ألف مريض دخلوا إلى المستشفى بسبب اعتلال عضلة القلب "تاكوتسوبو" في الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2020.
شكّلت النساء 83% من الحالات، وكان الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب هذه الحالة بأكثر من الضعف، بمعدل وفيات بلغ 11.2%.
قال المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ الطب السريري بجامعة أريزونا في أمريكا، الدكتور محمد رضا موفاهد إن "اكتشاف وجود اختلافات بين الرجال والنساء مذهل للغاية، ما يطرح سؤالاً جديدًا ومثيرًا للاهتمام ينبغي دراسته بجدية".
الرجال مقابل النساء
على غرار الاختلافات بين صحة القلب والأوعية الدموية للرجال والنساء بشكل عام، ذكر موفاهد أنّ التباين في معدلات وفيات اعتلال عضلة القلب "تاكوتسوبو" غير مفهوم بشكلٍ جيد، خاصةً بما أنّه يتعارض مع اتجاهات أمراض القلب الأخرى.
مع ذلك، يُعتقد بشكلٍ واسع أنّ الاختلافات في مستويات الهرمونات تلعب دورًا في ذلك.
تحفز المواقف العصيبة الغدد الكظرية على إفراز هرمونات القتال أو الهروب، والتي تُدعى "كاتيكولامينات".
أوضح موفاهد أن هذه الهرمونات تهدف إلى رفع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، لكن قد تصعق المستويات العالية منها خلايا أنسجة القلب مؤقتًا، ما يؤدي إلى اعتلال عضلة القلب "تاكوتسوبو".
يعتقد موفاهد أنّ الرجال يُنتجون كميات أكبر من الـ"كاتيكولامينات" خلال المواقف العصيبة مقارنةً بالنساء، ما قد يؤدي إلى ظهور حالات أكثر شدة من الحالة القلبية.
أفاد زميل الأبحاث في مجال طبّ القلب غير الجراحي بجامعة ميامي، الدكتور لويس فينسنت، الذي شارك في تأليف دراسة مماثلة استمرت لسنوات عديدة، أنّ هرمون الإستروجين الجنسي، وتُنتجه النساء بمستويات أعلى، قد يلعب دورًا وقائيًا أيضًا في الجهاز القلبي الوعائي، ما يُسهّل إدارة التدفق الشديد للـ"كاتيكولامينات"، ويقلل من خطر حدوث مضاعفات خطيرة من هذه الحالة القلبية.
إلى جانب الفروقات البيولوجية، قد يكون للعوامل الاجتماعية دورًا أيضًا.
قال اختصاصي أمراض القلب ومدير مستشفى "ماونت سيناي فاستر للقلب"، الدكتور ديباك بهات، الذي لم يشارك في الدراسة إن "غالبية (الأطباء) يعرفون متلازمة تاكوتسوبو، ولكن قد يظنّون أنّها مرض يصيب النساء فقط، ما قد يؤدي إلى إغفال تشخيصه لدى الرجال".
وأضاف: "عند حدوث خطأ في التشخيص، يتأخر تقديم الرعاية، ما قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج أسوأ".