الباحثين اكتشفوا، عند تحليل تأثير العلاجات المستخدمة لأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، وداء كرون، أن الأدوية التي تثبط عامل نخر الورم قد تعيد تنشيط السل الكامن. ويحدث ذلك من خلال تعطيل قدرة هذا العامل على الحفاظ على بنية الأورام الحبيبية، والتي تعد ضرورية لعزل البكتيريا المسببة للسل، وكذلك من خلال إضعاف الوظائف الوقائية للخلايا البلعمية.
ويؤكد الباحثون أن تطوّر مرض السل لا يعتمد فقط على مستوى عامل نخر الورم (TNF)، بل يتأثر بمجموعة من العوامل، منها: مرحلة العدوى، وخصائص الاستقلاب في الخلايا البلعمية، والتوازن بين السيتوكينات المضادة للالتهابات وتلك التنظيمية. ويعد فهم هذه التفاعلات ضروريا لتطوير استراتيجيات علاج مناعي أكثر دقة وأمانا.
وتجدر الإشارة إلى أن عامل نخر الورم (TNF) يعد من البروتينات الالتهابية المركزية التي تسهم في تكوين وصيانة الأورام الحبيبية — وهي هياكل مناعية خاصة تحيط ببؤر العدوى وتمنع انتشار البكتيريا المتفطرة (المسببة للسل) داخل الجسم. كما يعمل TNF على تنشيط الخلايا البلعمية، وهي خلايا مناعية تهاجم المتفطرات وتقوم بابتلاعها وتدميرها.
ولكن، في حال الإفراط في إنتاج TNF، قد يحفز ذلك سلسلة من التفاعلات الالتهابية، تؤدي إلى اضطراب بنية الأورام الحبيبية، وتسبب موت الخلايا وتحلل أنسجة الرئة، مما يسهم في تفاقم الحالة المرضية.
![]()