اختبار الكالسيوم في الشريان التاجي (CAC) هو إختبار تصوير يستخدم للكشف عن اللويحة التصلبية العصيدية التي تتشكل على جدران الشرايين في القلب. تتكون هذه اللويحة من الكالسيوم والدهون والكوليسترول ومواد أخرى. مع مرور الوقت، يؤدي تراكم اللويحات إلى تصلب الشرايين وتضييقها، مما يؤدي إلى تدفق دم محدود إلى القلب وأجزاء أخرى من الجسم. يمكن لهذه اللويحة أن تنفجر، مما يؤدي إلى جلطة دموية ويسبب أحداثا تهدد الحياة مثل النوبة القلبية.
ينجم تصلب الشرايين عن التهاب مزمن وتلف البطانة الداخلية لجدران الشرايين. وهو مرض بطيء وتدريجي عادة ما يستغرق 2-5 سنوات على الأقل. غالبا ما تحدث الأضرار أو الإصابات في الطبقة الداخلية من الشريان بسبب مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية والتدخين والسمنة أو الوزن الزائد والتأثير الوراثي. بمجرد تضرر الجدار الداخلي للشرايين، تتجمع خلايا الدم والمواد الأخرى في موقع الإصابة، مما يسبب تراكم اللويحات في البطانة الداخلية للشرايين. ونتيجة لذلك، تقلل اللويحة كخليط لزج من الخطوط الدهنية والكالسيوم من مرونة الشرايين وتضيق جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تقييد تدفق الدم.
يرتبط وجود اللويحات على جدران الشرايين إرتباطا قويا بتصلب الشرايين. تم إستخدام فحص الكالسيوم في الشريان التاجي باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) للكشف عن لويحة تصلب الشرايين، خاصة في الحالات المزمنة. ومع ذلك، قد لا ينطبق إختبار التصوير هذا على تحديد اللويحات في الحالات الحادة التي يمكن فيها تطوير الآفات مرة أخرى.

تحديد خصائص التكلس استنادا إلى مستويات الآفة
تتكون رواسب الكالسيوم على جدار الشريان على النحو التالي:
  1. يبدأ الكالسيوم في التراكم كعينات دقيقة فردية أو آفات صغيرة مجزأة (حجمها من 0.5 إلى 15.0 µم). ويعرف هذا بأنه آفة حادة تعرض المرضى لخطر احتشاء عضلة القلب الحاد (النوبة القلبية) ومرض الشريان التاجي بدرجة عالية من الانسداد.
  2. عندما يتراكم الكالسيوم بكمية أعلى، فإنه يظهر كخط متفاوت، يسمى التكلس المنتشر.
  3. بعد أن تلتحم تراكمات الكالسيوم وتصبح رقعة مكلسة، يتحول إلى ورقة تكلسات حجمها أكبر من 3 ملم. تشير هذه المرحلة إلى تصلب الشرايين المزمن.




الاختبار والتشخيص


نظرا لأن الشرايين السميكة أو الضيقة تسبب انخفاضا في تدفق الدم إلى القلب، فإن المرضى غالبا ما يشعرون بألم في الصدر بسبب عدم كفاية إمدادات الدم. يعد فحص الكالسيوم في الشريان التاجي إختبارا تصويريا فعالا للكشف عن لويحة تصلب الشرايين على جدران الشريان. نظرا لأن هذا الاختبار غير باضع، فلا يلزم إستخدام وسائط التباين. يستغرق الاختبار ما بين 10 إلى 15 دقيقة تقريبا. يستطيع فحص الكالسيوم في الشريان التاجي الكشف عن اللويحة التصلبية العصيدية، وبالتالي يمكن تقييم خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) الناجم عن تصلب الشرايين. بالإضافة إلى العوامل المساهمة الأخرى وكذلك العلامات والأعراض السريرية، يمكن تخطيط العلاجات وفقا لذلك في الوقت المناسب.

من يجب أن يخضع لفحص الكالسيوم في الشريان التاجي

يوصى بإجراء هذا الاختبار بشكل كبير عند الأشخاص الذين تم تصنيفهم إلى مجموعات خطورة تتراوح بين الخفيفة إلى المعتدلة، بما في ذلك الأشخاص الذين لديهم/هم:
  • التاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية
  • الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة
  • النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 50 عاما أو بعد انقطاع الطمث
  • إرتفاع ضغط الدم
  • مرض السكري
  • السمنة أو زيادة الوزن
  • إرتفاع الدهون في الدم مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية
  • المدخنون



قد لا يوفر فحص كالسيوم الشريان التاجي فوائد كبيرة للأشخاص المعرضين لخطر كبير، والأشخاص الذين يعانون من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو التعب الشديد، والمرضى الذين تم تشخيصهم بمرض الشريان التاجي. يجب تعزيز الاختبارات أو التدخلات الإضافية في هذه المجموعة من قبل أطباء القلب الخبراء.


المخاطر المتعلقة بفحص الكالسيوم في الشريان التاجي

وبما أن هذا الاختبار يستغرق من 10 إلى 15 دقيقة فقط ويستخدم جرعة منخفضة جدا من الإشعاع (حوالي 1 مللي فولت)، لذلك فإن المخاطر أو الآثار غير المرغوب فيها منخفضة إلى حد كبير.


أثناء الاختبار
  • يستخدم تخطيط كهربية القلب (EKG أو ECK) لرصد وتسجيل معدل ضربات القلب وإيقاعاته.
  • يطلب من المرضى الاستلقاء على ظهورهم وحبس أنفاسهم لمدة 2-10 ثوان. أثناء الاختبار، يجب على المرضى البقاء ساكنين للحصول على صور واضحة للغاية.
  • في حالة تطور ضربات القلب السريعة أو السريعة للمرضى، قد يفكر طبيب القلب في إعطاء بعض الأدوية للتحكم في معدل ضربات القلب حتى يقع في النطاق الطبيعي.
  • تستغرق العملية بأكملها من 10 إلى 15 دقيقة.





قياس اللويحة المتكلسة المستمدة من الاختبار إرتباطا وثيقا بخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي في المستقبل. مع زيادة كمية الكالسيوم المكتشفة، يزداد خطر الإصابة بالنوبة القلبية نسبيا. يتم تفسير قياس الكالسيوم بشكل أساسي باستخدام مقياس أغاستون، وهو أداة شبه آلية لحساب النتيجة بناء على مدى تكلس الشريان التاجي الذي تم اكتشافه من خلال التصوير المقطعي المحوسب. يتضمن تصنيف مرض الشريان التاجي (بناء على مجموع درجة الكالسيوم) ما يلي:
  • درجة الكالسيوم 0: لا توجد لويحة متكلسة يمكن التعرف عليها على جدار الشريان في القلب. تكون فرصة حدوث نوبة قلبية أو احتشاء عضلة القلب ومرض الشريان التاجي بدرجة عالية من الانسداد في المستقبل منخفضة جدا. تتضمن التوصية بشكل رئيسي الحفاظ على نظام غذائي ونمط حياة صحي.
  • درجة الكالسيوم 1-100: يتم الكشف عن وجود عبء ضئيل إلى خفيف من اللويحات في جدار الشريان، ومن غير المرجح أن تكون فرصة الإصابة بأمراض الشريان التاجي أو منخفضة إلى حد كبير. ينصح بشكل أساسي باتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة صحي.
  • درجة الكالسيوم 101-400: يتم الكشف عن عبء اللويحات المعتدلة على بطانة جدار الشريان، وهي تنطوي على خطر متوسط إلى مرتفع للإصابة بنوبة قلبية أو احتشاء عضلة القلب ومرض الشريان التاجي بدرجة عالية من الانسداد. بالإضافة إلى التغييرات الهامة في نمط الحياة، تقترح بعض الأدوية بالإضافة إلى ذلك تحت إشراف دقيق من أطباء القلب الخبراء.
  • درجة الكالسيوم أكبر من 400: يتم العثور على عبء كبير من اللويحات وقد يكون تصلب الشرايين واضحا بقوة مع خطر كبير للغاية للإصابة بنوبة قلبية أو احتشاء عضلة القلب ومرض الشريان التاجي بدرجة عالية من الانسداد. مع ظهور الأعراض أو بدونها، يلزم إجراء المزيد من الاختبارات والتدخلات والعلاجات تحت إشراف دقيق من أطباء القلب الخبراء.