فتق الحجاب الحاجز
فتق الحجاب الحاجز هو مرض شائع يصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يمكن أن تسبب هذه الحالة العديد من الأعراض، من الشعور الخفيف بعدم الراحة إلى الألم الشديد، وفي بعض الحالات، قد تتطلب الجراحة. إن فهم علامات فتق الحجاب الحاجز ومضاعفاته المحتملة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأولئك الذين يعانون من هذه الحالة.
تتناول هذه المقالة بالتفصيل فتق الحجاب الحاجز، وتستكشف أنواعه وأعراضه وأسبابه. وتتناول خيارات العلاج المختلفة، بما في ذلك الأدوية والتدخلات الجراحية لفتق الحجاب الحاجز الكبير.
ما هو فتق الحجاب الحاجز؟
يحدث فتق الحجاب الحاجز عندما يندفع جزء من المعدة أو الأعضاء البطنية الأخرى إلى الأعلى عبر فتحة الحجاب الحاجز (الحجاب الحاجز هو العضلة التي تفصل الصدر عن تجويف البطن). تسمح هذه الفتحة، التي تسمى فتحة المريء، عادةً للمريء بالمرور والاتصال بالمعدة. ومع ذلك، عندما تكبر هذه الفتحة أو تضعف، فقد تسمح لجزء من المعدة بالخروج إلى الصدر، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض والمضاعفات.
أنواع فتق الحجاب الحاجز
فتق الحجاب الحاجز له أربعة أنواع مميزة، ولكل منها خصائص فريدة:
- النوع الأول: يسمى أيضًا فتق الحجاب الحاجز المنزلق، وهو النوع الأكثر شيوعًا من فتق الحجاب الحاجز، ويمثل حوالي 1% من جميع الحالات. في هذا الشكل، ينزلق المفصل المعدي المريئي، حيث يتصل المريء بالمعدة، لأعلى عبر الفتحة المتسعة ثم يعود إلى الأسفل بشكل متقطع.
- النوع الثاني: يُعرف أيضًا باسم فتق الحجاب الحاجز المتدحرج، ويتضمن دفع الجزء العلوي من المعدة لأعلى عبر الحجاب الحاجز إلى جانب المريء، مما يشكل انتفاخًا بجانبه.
- النوع الثالث: يتضمن هذا النوع انزلاق المفصل المعدي المريئي عبر الفجوة في بعض الأحيان، بينما ينتفخ أيضًا جزء آخر من المعدة إلى جانبه.
- النوع الرابع: هذا النوع هو أندر أنواع فتق الحجاب الحاجز وأكثرها تعقيدًا. ويحدث عندما يكون الفتق واسعًا بما يكفي للسماح لعضوين مختلفين بالانفتاق من خلاله.
تُعرف أنواع الفتق الحجابي 2 و3 و4 مجتمعة باسم الفتق حول المريء، مما يعني أنها تحدث بجانب المريء.
أعراض فتق الحجاب الحاجز
ترتبط معظم علامات مرض فتق الحجاب الحاجز بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) وقد تشمل:
- حرقة في المعدة أو حرقة في الصدر خاصة بعد الأكل
- ألم في الصدر غير قلبي، والذي يمكن الخلط بينه وبين الذبحة الصدرية.
- تخم/ سوء الهضم أو شعور بالامتلاء بعد الأكل مباشرة، مصحوبًا بألم حارق في البطن.
- صعوبة في البلع أو الشعور بوجود كتلة في الحلق عند البلع.
- التهاب الحلق وبحة الصوت عند التحدث
أسباب وعوامل خطر فتق الحجاب الحاجز
لا يزال السبب الدقيق لمرض فتق الحجاب الحاجز غير واضح، ولكن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تطوره.
في حين يولد بعض الأفراد بفتق غير عادي كبير الحجم، قد يصاب آخرون بفتق الحجاب الحاجز بسبب الضرر التراكمي الناجم عن سنوات من الإجهاد والتوتر اليومي. تشمل العوامل التي تزيد من الضغط البطني وتساهم في فتق الحجاب الحاجز ما يلي:
- السعال المزمن أو العطاس
- إمساك مستمر
- • السمنة . (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30)
- كثرة القيء
- تمرين مكثف
- رفع الأشياء الثقيلة
- فترة الحمل والولادة (حيث أنها تضع ضغطًا كبيرًا على تجويف البطن)
- إصابة أو صدمة في منطقة البطن العلوية، مثل القوة الناتجة عن حزام الأمان أثناء وقوع حادث. يعتبر هذا المرض أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وربما يرجع ذلك إلى الضعف الطبيعي للعضلات والأنسجة مع تقدم العمر.
مضاعفات فتق الحجاب الحاجز
يمكن أن تؤدي فتق الحجاب الحاجز إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، مثل:
- التهاب المريء: يمكن أن يؤدي الارتجاع الحمضي المزمن إلى التهاب المريء، وهو التهاب في بطانة المريء يؤدي إلى الألم وصعوبة البلع، وفي الحالات الشديدة، القرحة والنزيف أو تضيق المريء على المدى الطويل، حيث يضيق النسيج الندبي المريء، مما يجعل البلع صعبًا ومؤلمًا.
- مريء باريت: يعتبر مريء باريت سرطانيًا وقد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
- انسداد الجهاز الهضمي: في هذه الحالة، تصبح المعدة أو أي عضو آخر محاصرًا في الفجوة، مما يسبب انسدادًا.
- نقص التروية: في حالات نادرة، يمكن للفتق المضغوط بشدة أن يقطع إمداد الدم الخاص به، مما يؤدي إلى موت الأنسجة ويتطلب عناية طبية فورية.
تشخيص
يتضمن تشخيص فتق الحجاب الحاجز مجموعة من الإجراءات الطبية، بما في ذلك:
- تنظير المعدة: يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل رفيع ومرن يسمى منظار المعدة إلى فم المريض ثم إلى الحلق. يرسل هذا الجهاز المزود بضوء وكاميرا فيديو صورًا متعددة إلى شاشة خارجية، مما يسمح بإجراء فحص تفصيلي للمريء والمعدة.
- الأشعة السينية لوجبة الباريوم (اختبار ابتلاع الباريوم): أثناء هذا الاختبار، يشرب المريض محلول الباريوم، وهو محلول كيميائي غير سام يظهر بوضوح في الأشعة السينية. وبينما يتحرك الباريوم عبر الجهاز الهضمي، يلتقط أخصائيو الأشعة سلسلة من الأشعة السينية لتحديد أي تشوهات، بما في ذلك علامات فتق الحجاب الحاجز.
- التنظير العلوي: يتضمن هذا الإجراء التشخيصي إدخال منظار داخلي إلى أسفل الحلق، مما يوفر رؤية للمريء والمعدة وبداية الأمعاء الدقيقة.
- قياس ضغط المريء: يقيس هذا الاختبار انقباضات العضلات في المريء. ويقيم هذا الاختبار التنسيق والقوة التي تستخدمها عضلات المريء أثناء البلع.
علاج فتق الحجاب الحاجز
قد تكون تغييرات نمط الحياة والأدوية كافية للعديد من الأفراد الذين يعانون من أعراض خفيفة. وتشمل هذه:
- تناول كميات أقل من الطعام
- وجبات أكثر تكرارا
- تجنب الاستلقاء بعد الأكل
- التخلص من الأطعمة التي تسبب ارتجاع الحمض
- مضادات الحموضة المتاحة دون وصفة طبية: يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تخفيف أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) المرتبط بفتق الحجاب الحاجز.
- الجراحة: ينصح الأطباء بإجراء عملية جراحية إذا كان الفتق كبيرًا ويسبب أعراضًا شديدة. الإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا هو عملية نيسن لربط القاع بالمنظار. تتضمن هذه التقنية الأقل توغلًا ربط الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المريء لتعزيز الحاجز بين المعدة والمريء.
رد مع اقتباس