(الاسم العلمي: Onchocerciasis)، هو مرض طفيلي تتسبب به الدودة
الطفيلية الخيطية المسماة كلابية الذنب المتلوية (Onchocerca Volvulus) ومن أعراضه الحكة الشديدة وكُتَل تحت الجلد والعمى؛ حيث أنه يعدّ ثاني أكبر مسبب للعمى بعد التراخوما.




تنتقل الدودة الطفيلية بواسطة اللدغات المتكررة من الذبابة السوداء Blood-Ducking Blackfly من نوع (Simulium Damnosum) الذلفاء؛ عادة يتطلب لدغات متكررة لحدوث العدوى، حيث تعيش وتتكاثر مثل هذه الذبابات في الأنهار والمجاري المائية السريعة الجريان؛ ومن هنا اشتق اسم هذا المرض.

وفي جسم الإنسان تُنتج الديدان البالغة يرقات جنينية، ليس بطريقة وضع بيوض، لكنها تنتج مايكرفونيات حية من الحجم المجهري والتي تهاجر وتتراكم بشكل رئيسي في العقيدات الجلدية، في ظل ظروف غير مفهومة علمياً، ومنه تنتقل إلى الجلد والعينين وأعضاء أخرى، وهي اللحظة التي تنتظرها ذبابة سوداء أخرى لإكمال دورة حياة الدودة، حيث عندما تلدغ أنثى الذبابة السوداء شخصاً مصاباً بالعدوى لتتغذى على دمه، فإنها تبتلع أيضاً الديدان الخيطية المجهرية التي تواصل النمو داخل الذبابة السوداء ثم تنقل العدوى لشخص آخر تلدغه. هنالك عدة طرق لتشخيص المرض، كأخذ نسيج من الجلد ووضعه في محلول ملحيّ ومشاهدة اليرقات تخرج، أو بالبحث عن الديدان البالغة في الكتل تحت الجلد.



لا وجود للقاح فعّال أمام هذا المرض، والطريقة الوحيدة لتجنبه هو من خلال الوقاية منه، كتجنب الحشرات واستخدام المبيدات لها وارتداء ما يكفي من الملابس. وتوجد جهود عالمية مبذولة للقضاء على المرض من خلال معالجة مجموعات من الناس مرتين سنوياً ويجري في عدد من مناطق العالم، ويكون من خلال تعريض المصابين لعلاج الإيفرميكتين كل ستة إلى اثنتي عشرة شهراً؛ لكن هذا العلاج أبدى فعاليته أمام اليرقات ولم يبدها أمام الديدان البالغة، لذلك يتم استخدام علاج الدوكسيسيكلين؛ والذي يستخدم في القضاء على البكتيريا المصاحبة تسمى الولبخيات؛ للتخلص من الديدان البالغة، كما يتم أيضاً القيام ببعض العمليات الجراحية للتخلص من التشوهات في طبقات الجلد لوجود الكتل تحتها.

يوجد حوالي 17 إلى 25 مليون شخص يعاني من العمى النهري، مع ما يقرب من 0.8 مليون شخص لديهم نسبة من العمى. وتحدث معظم الإصابات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما تم الإبلاغ عنه في اليمن والمناطق المعزولة من أمريكا الوسطى والجنوبية. في عام 1915، كان الطبيب رودولفو روبليس أول من ربط الدودة بأمراض العيون، وهي مدرجة من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها واحدة من أمراض المناطق المدارية المهملة.


الأعراض والعلامات



تبقى الديدان البالغة في العقيدات تحت الجلد مما يجعلها في منأى عن جهاز المناعة للجسد المضيف، ولكن في المقابل المكروفيلارية تستطيع تهييج جهاز المناعة حتى بعد موتها؛ حيث وجد أن الفصيلة اللوبخية هي معايش جواني (تعيش بداخل جسم) لكلابية الذنب، ويتم الاعتقاد بأنها المسبب وراء حالات الوفاة من كلابية الذنب؛ حيث وجد مؤخرا أنها تفرز بروتينا من اللوبخيا على سطحها حيث يتحفز جهاز المناعة الطبيعي وينتج الإلتهاب والأمراض المرتبطة معه، وترتبط به شدة الإصابة من حيث عدد المكروفيلارية المنتقلة وشدة الاستجابة المناعية.

يكون تأثّر الجلد عادة بوجود حكة شديدة، وتورّم، والتهاب وقد تم تطوير نظام الدرجات في تصنيف درجة تأثّر الجلد.

التهابات حادة واحمرار في الجلد بكلابية الذنب تنتج بثور متفرقة تسبب الحكة.
التهابات مزمنة في الجلد بكلابية الذنب... تنتج بثور أكبر وأشد، مما يؤدي إلى فرط التصبّغ.
التهاب الجلد بكلابية الذنب الذي ينتج عنه ازدياد في سمك الجلد، بثور شديدة التصبّغ بالإضافة لوذمات بالعقد الليمفاويّة والتهابات بكتيرية ناتجة عن الحكة الشديدة.
ضمور الجلد وفقدان مرونته، يصبح مثل المناديل الورقية، كمظهر جلد السحلية.
زوال اللون وظهور شكل «جلد النمر»، عادة ما تكون على أسفل الساق
الأمامية.



ظهور تأثير الماء الأزرق – خلل بوظائف العيون، نبدأ في رؤية الظلال أو لا شيء.
يوفر ارتباط العين بالمرض الاسم الشائع لداء كلابية الذنب وهو «العمى النهري»، ويمكن أن ينطوي على أي جزء من العين من الملتحمة والقرنية للعنبيَّة والجزء الخلفي، بما في ذلك الشبكية والعصب البصري، ثم إن الميكروفلاريا تهاجر إلى سطح القرنية ويحدث في المنطقة المصابة التهاب القرنية النقطيّ، أما إذا كانت العدوى مزمنة فمن المتوقع أن يحدث الْتِهابُ القَرْنِيَّةِ المُصَلِّب مما يجعل المنطقة المصابة معتمة لا تمرر الضوء. مع مرور الوقت، قد تصبح القرنية بأكملها معتمة، مما يؤدي بالنهاية إلى العمى. بعض النظريات تقترح أن التأثير على القرنية ينتج بسبب الاستجابة المناعية للبكتيريا المتواجدة في الديدان. الجلد يثير الحكة، مع طفح جلدي شديد يسبب تلف دائم لبقعات من الجلد.