عادة يومية خطيرة.. تحذير من مشروبك الساخن
أعادت دراسات علمية حديثة تسليط الضوء على عادة يومية يمارسها الملايين حول العالم، مثيرة تساؤلات جدية حول ما إذا كان تناول المشروبات شديدة السخونة، مثل الشاي والقهوة، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
وفي هذا السياق، أوضح استشاري جراحة الأورام، الدكتور هيتيش سينغهافي، أن المشكلة لا تكمن في القهوة أو الشاي بحد ذاتهما، بل في درجة الحرارة المرتفعة عند استهلاكهما.
وأشار إلى أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ”IARC“، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، قد صنفت في عام 2016 المشروبات التي تتجاوز حرارتها 65 درجة مئوية على أنها ”ربما تكون مسرطنة للإنسان“، ووضعتها ضمن الفئة ”2A“، وهي نفس الفئة التي تضم عوامل خطر أخرى مثل اللحوم الحمراء.
ويستند هذا التحذير العلمي إلى أن تناول السوائل الحارقة بشكل متكرر قد يسبب حروقًا دقيقة وتلفًا مزمناً في بطانة المريء الرقيقة.
ومع استمرار الجسم في عملية إصلاح واستبدال الخلايا التالفة، تزداد احتمالية حدوث طفرات قد تؤدي إلى ظهور آفات سرطانية مع مرور الوقت، وهو ما دعمته تجارب حيوانية أظهرت أن الماء الساخن يعزز انقسام الخلايا والآفات ما قبل السرطانية.
وتركزت معظم الأبحاث البشرية في مناطق يُعرف سكانها باستهلاك مشروبات شديدة السخونة، مثل أمريكا الجنوبية وآسيا والشرق الأوسط.
وكشفت تحليلات شاملة أن الأشخاص الذين يتناولون مشروباتهم ساخنة بانتظام لديهم احتمالية أعلى بنسبة 60% للإصابة بسرطان المريء الحرشفي.
وأظهرت دراسة بريطانية ضخمة شملت نصف مليون شخص وجود ارتباط تدريجي بين تفضيل المشروبات الحارة وزيادة معدلات الإصابة، بغض النظر عن نوع المشروب.
وعلى الرغم من أن القهوة نفسها كانت مدرجة سابقاً ضمن قائمة المواد المحتملة المسرطنة، إلا أنه تمت تبرئتها وإزالتها من القائمة بعد مراجعة أكثر من ألف دراسة لم تجد أدلة كافية تدينها.
وبيّن الدكتور سينغهافي أن الخطر يتفاقم بشكل ملحوظ عند اقتران هذه العادة بعوامل أخرى، حيث وجدت دراسة صينية أن شرب الشاي بدرجات حرارة عالية مع التدخين أو استهلاك الكحول المفرط يضاعف من مخاطر الإصابة.
ومع ذلك، دعا سينغهافي إلى عدم القلق المفرط، مؤكداً أن الأدلة لا تزال غير كافية لإثبات أن المشروبات الساخنة وحدها سبب مباشر للسرطان، خاصة وأن عوامل خطر مثل التدخين والكحول والسمنة والارتجاع الحمضي تشكل تهديداً أكبر بكثير.
وللاستمتاع بالمشروبات الساخنة بأمان، نصح الخبير بترك المشروب يبرد لبضع دقائق، وتناوله بدرجة حرارة دافئة بدلاً من حارقة، وشربه على رشفات صغيرة، مع التركيز على معالجة عوامل الخطر الرئيسية كخطوة أكثر فعالية في الوقاية من السرطان.