*الإسلام خاتم الأديان*
إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) *يمتاز عن بقية الأنبياء (عليهم السلام)* بأنّ دينه خاتم الأديان وشريعته خاتمة الشرائع، *فلا بد من أن يكون التبليغ بها بواقعها المشرف بحيث يصل إلى الناس كلهم مهما امتدّ بهم الزمن وتعاقبت الأجيال،* بحيث يؤمن عليها من الضياع، *لوضوح حجتها وإن تغاضى فيها من تغاضى، أو كابر في إنكارها من أنكر*.
وقد حصل ذلك منه (صلى الله عليه وآله) فعلاً بوجه لافت للنظر، *كما يتضح بأدنى نظرة موضوعية في أدلة مذهب أهل البيت (صلوات الله عليهم) وحججه.*
ويتجلى ذلك حين نرى المستبصرين *ـ مهما امتدّ بهم الزمن وتعاقبت الأجيال ـ يفاجَؤون بوضوح الحقيقة،* وقوة أدلتها، بل *قد يشعرون بالغبن والغباء لغفلتهم عنها قبل استبصارهم.*
كما أنّهم يدركون إجرام علماء السوء وغيرهم ممن *كان يحاول التعتيم عليها، وإغفال عامة المسلمين عنها، وتشويه واقعها،* بحيث ينصرفون عن التعرف عليها وعن النظر في أدلتها.
ولذا يتميز شيعة أهل البيت (أعزهم الله تعالى) *عن غيرهم بالانفتاح والدعوة للنظر في الأدلة والبحث عن الحقيقة بموضوعية وإنصاف، بعيداً عن التعصب.*