النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

من عبق الماضي.. «الشبَّة» بين دفء الطقوس وروح الذكريات

الزوار من محركات البحث: 20 المشاهدات : 235 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أفانين القلب
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,512 المواضيع: 8,967
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31315
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    مقالات المدونة: 1

    Rose من عبق الماضي.. «الشبَّة» بين دفء الطقوس وروح الذكريات

    من عبق الماضي.. «الشبَّة» بين دفء الطقوس وروح الذكريات
    عبارة اعتادها الصغار في بيوت الأمهات والجدات (الشبّة شبّة، وأمّ الحسد منجبة) ترافق نسمات المبخر وتتسلل كهمسة بين خيوط الدخان حيث كانت الطقوس التراثية القديمة تلتقي بالإيمان الشعبي ويصبح العلاج النفسي والروحي جزءًا من يوميات الناس دون أن يُفصل عن عقيدتهم أو حبهم للسلام.

    الشبّة ليست مجرّد حجر أبيض

    في ظاهرها مادة بلورية بيضاء تشبه حجر الملح لكنها في الموروث الشعبي نافذة لدرء الحسد وردّ العين وطرد الأرواح الخبيثة، لم تكن تُستخدم منفردة بل تُخلط مع لبان الذكر والحبّة السوداء وأحيانا الحرمل وتوضع جميعها على جمرٍ مشتعل في مبخرة من نحاس يتصاعد منها دخان كثيف برائحة مميزة تملأ المكان دفئًا وغموضًا.

    كانت أمهاتنا ولا زلن يُدخِّنّ بها أركان البيوت يمررن المبخرة حول رؤوس الأطفال أو على أثاث المنزل ويرددن آيات قرآنية وأدعية تُغلف تلك اللحظة بهالة من الطمأنينة، لا سيما حين يُشتَرى بيت جديد أو سيارة أو حتى في مناسبات الفرح التي يُخشى فيها من أعين الحاسدين.

    بين طقسٍ شعبي ونصوصٍ من نور

    رغم أن هذه العادات تبدو للكثيرين ضربًا من التراث الشعبي أو مجرّد خرافات موروثة، فإن في بطون كتب التراث الإسلامي إشارات تثبت أن لهذه المواد أثرًا حقيقيًا، ففي كتاب مكارم الأخلاق يُروى عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما قل له عرق في الأرض ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل الله عز وجل به ملكًا حتى يصير حطامًا أو يصير إلى ما صار إليه، فإن الشيطان قد يتنكب سبعين دارًا دون الدار التي فيها الحرمل، وهو شفاء من سبعين داء أهونه الجذام، فلا يفوتنكم.

    أما عن اللبان فقد قال (عليه السلام): هو مختار الأنبياء، وبه كانت تستعين مريم، وليس دخان يصعد إلى السماء أسرع منه، وهو مطردة الشياطين ومدفعة للعاهة. وفي حديث عن الإمام الرضا (عليه السلام): ما من بخور يصعد إلى السماء إلا اللبان، وما من أهل بيت يتبخر فيه باللبان إلا نُفِي عنهم عفاريت الجن. هذه الأحاديث ليست أساطير، بل إشارات تدل على البعد الروحي لمواد بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في تأثيرها، حين تُستخدم بنيّة صافية وبإيمان بالله، هذه الأحاديث موجودة في مصادر الكتب مثل "بحار الأنوار" للعلامة المجلسي و"مكارم الأخلاق" للشيخ الطبرسي.

    الشبّة وعين الحسود حماية أم تعبير عن الخوف؟
    حين كان الطفل يصرخ دون سبب، أو يُصاب بالحمّى فجأة، كانت الأم تقول: "أظنه محسود جيبوا الشبة"!! وتُعد المبخرة وتبدأ الطقوس تطواف حول الطفل، يتبعها دعاء أو ترتيل وأحيانًا يُلقى بالشبّة في الجمر لتتصاعد منها رسومات غريبة تُفسّرها الجدات على أنها صورة "العين" التي أصابت الطفل، لم يكن لذلك أساس علمي لكن كان له أثر في التخفيف عن الأهل وكأنهم وجدوا مسببًا للمرض وبدأوا علاجه، وكانت هناك أناشيد ترافق هذا المشهد، كنوع من الرقية الشعبية، منها:
    عوذتچ بالله يا؟؟؟؟؟

    حوطچ برسول الله من عين خلق الله
    حوطچ بالوصي علي من عين كل مخلوقٍ ردي
    حوطچ بالله الواحد من عين كل حاسد
    عين الصبي فيها نبي
    وعين الذكر فيها حجر
    وعين الحسود فيها عود
    وعين الجار مقلوعة بنار...


    كل سطر من هذه العبارات كان يحمّل في أعماقه خوفًا دفينًا على الأحباب وسعيًا لحمايتهم بوسائل بسيطة لكن مليئة بالإيمان.

    اللبان والحرمل والحبّة السوداء أكثر من عطور

    لم تكن هذه المكونات للزينة أو للرائحة فحسب بل كانت تُعرف بأنها مطهّرات للجو ومعقّمات طبيعية، فاللبان كما يقول أهل البيوت "ريحته خنينة" أي زكية تملأ المكان بسكينة فريدة يُقال إنها تمنع حتى تقلبات النفس وسوء الخاطر، أما الحرمل فقد كان يُنثر أحيانًا في أركان المنزل أو يوضع في ركن الغرفة لطرد الجن وكانت النساء يضعنه في جيوب الأطفال أو يخيطونه في قطعة قماش صغيرة تُعلّق على الرقبة.

    طقوس لها جذور وليست خرافات

    ما كانت تفعله أمهاتنا لم يكن بدعة ولا أوهاما بل كان مزيجا بين تجارب الأجداد ونصوص الروايات ورغبة داخلية في الحماية حين كانت الأم تُبخّر أبناءها وتهمس بأدعية من القلب، لم تكن تحاول تسخير السحر بل كانت تطلب اللطف والستر وتلتمس الطمأنينة في عالم يُرى ولا يُرى.


    وما أجمل أن نتذكّر تلك اللحظات: حين كانت أمهاتنا يدُرن حولنا بالمبخرة والهواء محمّل بدخانٍ له رائحة الخشب واللبان والحبّة السوداء لخ، وكأن دعاء صاعدًا يُزيل عنا غبار الحزن ويترك مكانه للسكينة.

    أخيرًا بين الرائحة والروح

    الشبّة ليست مجرد حجر أبيض ولا هو مجرد طقس شعبي منسي بل هو جزء من تراثٍ حيّ نحمله في ذاكرتنا وفي رائحة البيوت حين تُبخّر وفي طمأنينة قلوبنا عندما نستنشق عبق اللبان في وقت ضيق، فلتبقى هذه الطقوس لا لأنها ضرورية دائما بل لأنها تذكّرنا بأمهاتنا وببيوتنا حين كانت الأبواب مفتوحة والقلوب مطمئنة والدخان الطيب يُصعد الدعاء إلى السماء

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2023
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,995 المواضيع: 189
    التقييم: 8028
    مزاجي: مشغول ومبتسم
    أكلتي المفضلة: باذنجان كلي
    آخر نشاط: منذ 12 ساعات

    هذة صورة اللبان
    .........................

    هذة صورة الشبه
    ..................
    شكرا للموضوع صافية الرائعة

  3. #3
    مراقبة
    أفانين القلب
    نورت بحضورك الجميل

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2016
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,164 المواضيع: 413
    التقييم: 3531
    آخر نشاط: منذ 39 دقيقة
    شكراً لكِ للمعلومات المفيده
    نحن في عُمان اغلبنا يستخدم الحرز لحماية الاطفال والكبار من الحسد... صابتني عين من قبل وآلمتني قدمي لم ينفع مسكن الألم ولا المرهم المخصص لآلام العضلات ثم فكرت انها عين فقرأت الرقيه الخاصه بالعين مع وضع يدي على قدمي وشفيت تدريجياً

  5. #5
    مراقبة
    أفانين القلب
    نورتم بحضوركم الراقي

  6. #6
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: March-2025
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 191 المواضيع: 1
    التقييم: 183
    أكلتي المفضلة: شاورما
    موبايلي: شاومي 2025
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    شكرا على النشر

  7. #7
    مراقبة
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,762 المواضيع: 48
    التقييم: 13208
    مزاجي: غائمة المزاج ..
    .



    سلمت يداك صافية العزيزة




    .

  8. #8
    مراقبة
    أفانين القلب
    نورتم بحضوركم الرائع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال