الماضي مثل سوسة
تحفرُ في حشا الذات
حينما أتذكرك ..
تطالني تقاسيم الندم
وأواسي النفس فيك بدمعة
أو بسحنةِ قلبٍ مفتت
ودعكة كفين
أو بصفعة رأسٍ مكلوم
أثور بصمتٍ أعزل على نفسي
وأطالبها أن ترضخ لتساؤلاتي
أفتش في مفكرتي
وأبحث عن سبب دوام هذا الندم
فأجد ملفاً مازال جرحه ندياً داخل الروح
أول صفحة فيه ..
حينما وقفتِ قبالي
بكل رقّة وأنوثة
تقفينَ مقابل كياناً غاضباً
أشبه بالحجرِ الصلد
أتذكر جيداً نظراتك تلك
كانت تكفي أن يسدل الستار بعدها
كانت كخنجرٍ محدّقٍ
أستقر في أحشائي
لم تفارقني جهشة صوتكِ
رغم كبريائك
وحين صرفتي النظر عنّي بأتجاهٍ فارغ
أنا هنا ..
أتيت بدور المعاتب لنفسي
نيابة عنكِ
أحاول أن أشمتَ بي فتذكرت سخائكِ
سخيةً لحد الصمت ..
حينما يحل اللوم
لاأنكر أنني مررت بأعظم أختبار
ولاأنكر بأنني فسرتُ غفرانكِ ..هو كيف سأتعلم الدرس
وأن أستلقي على مضاجع النسيان
وأن أسير ببطئٍ في شوارع الهجر
كطيرٍ مهيضٍ
فكلما أتذكر جرحكِ ..
تنسيني أستقامتي