هل يمكن لمشروب طاقة أن يسبب سكتة قلبية لدى الشباب؟
كشفت دراسات علمية حديثة عن تزايد المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك مشروبات الطاقة عالية الكافيين بين فئتي الأطفال والمراهقين، حيث أظهرت ارتباطاً وثيقاً بين تناولها وبين ظهور آثار سلبية خطيرة تؤثر على جودة النوم والقدرة على التركيز، فضلاً عن تدهور الصحة العقلية.
وأكد خبراء في مجال الصحة أن هذه المشروبات قد تشكل تهديداً كبيراً، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية وراثية غير مشخصة، موضحين أن الجرعات العالية من الكافيين قد تتسبب في إحداث خلل بالنظام الكهربائي للقلب، مما يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضرباته بشكل خطير.
وفي هذا السياق، أثارت دراسة أمريكية القلق بعد تحليلها لبيانات 144 ناجياً من السكتة القلبية، حيث وجدت أن سبعة منهم كانوا قد تناولوا مشروب طاقة واحد على الأقل قبيل الحادثة، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول دور هذه المشروبات كعامل محفز محتمل لمثل هذه الأزمات الصحية.
ولا تقتصر المخاطر على الكافيين فحسب، فهذه المشروبات تحتوي أيضاً على كميات هائلة من السكر، مما يرفع من احتمالية الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت دراسة بريطانية ضخمة، شملت أكثر من 1.2 مليون طفل، أن استهلاكها يرتبط بشكل مباشر بزيادة ملحوظة في معدلات القلق والتوتر والاكتئاب لدى الشباب، بالإضافة إلى أعراض جسدية مزعجة كالصداع المستمر وآلام المعدة.
ومع تزايد شعبية هذه المنتجات بين الشباب، تتصاعد التحذيرات من الأوساط الطبية حول تأثيراتها الصحية المدمرة على المدى القصير، والتي قد تمتد لسنوات طويلة، حيث إن التأثير المنشط المؤقت للكافيين، الذي يصل ذروته بعد 45 دقيقة، غالباً ما يتبعه شعور حاد بالإرهاق وانخفاض الطاقة، مما قد يدفع إلى حلقة مفرغة من الاستهلاك المتزايد.