أنصار الإمام الحسين (ع): الحجاج بن مسروق الجعفي
الحجاج بن مسروق الجعفي (ع) هو أحد أنصار الإمام الحسين بن علي (ع)، ومن شهداء كربلاء الأبرار الذين ثبتوا مع الإمام الحسين (ع) في ساعاته الأخيرة، وقدموا أرواحهم فداءً له ولدين الله.
نسبه وهويته: هو الحجاج بن مسروق الجعفي (ع) وينتمي إلى قبيلة جعفي، وهي من بطون مذحج، إحدى قبائل اليمن القحطانية وكان من الشيعة المخلصين، ومن الذين عرفوا بولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) منذ حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
دوره مع الإمام الحسين (ع): للحجاج بن مسروق الجعفي «رضوان الله عليه» مواقف مشرقة في يوم عاشوراء، تنم عن عظيم إيمانه، وشدة وفائه للإمام الحسين (ع)، وثباته في ميدان الحق حتى الشهادة. فهو من الذين التحقوا بالإمام الحسين (ع) في طريقه إلى كربلاء وشارك في معركة كربلاء سنة 61 هـ، وكان من الذين صلّوا خلف الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء صلاة الظهر جماعة تحت وابل السهام، ثم خرج إلى القتال بعد الصلاة.
شهادته: قاتل الحجاج بن مسروق الجعفي (ع) قتال الأبطال بين يدي الإمام الحسين (ع)، حتى استُشهد «رضوان الله عليه» وقد ورد في بعض الروايات أنّ الإمام الحسين (ع) وقف على جسده الطاهر بعد استشهاده، ودعا له بالمغفرة والرضوان.
مكانته: يُعد الحجاج بن مسروق (ع) من الصفوة المنتخبة التي نالت شرف الشهادة بين يدي الإمام الحسين (ع) وقد ورد اسمه في زيارة الشهداء: ”السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي.“

مصادر ترجمته:
• الشيخ الطوسي في رجاله.
• ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب.
• الشيخ السماوي في إبصار العين في أنصار الحسين.
• الطبري في تاريخ الأمم والملوك.
• ابن الأثير في الكامل في التاريخ.
مشهد يوم عاشوراء: حين اشتد القتال في كربلاء، وانقسم أصحاب الإمام الحسين (ع) إلى من خرج يقاتل ومن بقي يحمي المخيم، أقبل الحجاج بن مسروق إلى الإمام الحسين «عليهما السلام»، وقد صلّى خلفه صلاة الظهر جماعة تحت وابل السهام، ثم استأذن الإمام (ع) للخروج إلى القتال، فأذن له، فخرج وهو يقول بصوت عالٍ يجلجل في ساحة المعركة: ”قد علمت كتيبة الأنصار… أني سأحمي حوزة الذمار… ضرب غلامٍ غير نكس شاري… أذود عنهم مثل ذود الحاري“.
«الحاري: الراعي الذي يذود عن إبله أو أغنامه بشجاعة وحزم»
كان الحجاج بن مسروق الجعفي (ع) في هذه الأبيات:

• إظهار لعزيمته الراسخة.
• تصريح بأن خروجه للقتال دفاع عن الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام).
• إعلان صريح أنّه لن ينهزم أو يتراجع.
قاتل الحجاج ببسالة منقطعة النظير، وصرع العديد من مقاتلي العدو، حتى أثخن بالجراح واستُشهد بين يدي الإمام الحسين (ع).
موقف الإمام الحسين (ع) عند شهادته: بعد استشهاد الحجاج بن مسروق الجعفي (ع)، تقدم الإمام الحسين (ع) إليه، ووقف عند رأسه، وقال بحرقة وإكبار ”اللهم اجعل مقامه مع الشهداء، واجعل روحه مع أرواح السعداء، اللهم إنّي أشهد أنّه كان من المسارعين إلى نصرتي، والذابين عن أهل بيتي.“
خلاصة مواقفه: كان الحجاج بن مسروق الجعفي (ع) من السابقين في الالتحاق بالإمام الحسين (ع) ومن الذين أدوا الصلاة جماعة مع الإمام تحت السهام، وقاتل بشجاعة وبكلمات تخلّد ولاءه وصدقه حتى نال الشهادة في ساحة الكرامة، وكُرّم بوقوف الإمام الحسين (ع) عند جسده والدعاء له.
السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.