مراقبة
أفانين القلب
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 24,446 المواضيع: 8,937
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
حكاية خسوف القمر في القطيف.. كيف واجه الأجداد الظاهرة بالضجيج والأواني النحاسية؟
حكاية خسوف القمر في القطيف.. كيف واجه الأجداد الظاهرة بالضجيج والأواني النحاسية؟

قبل أن تكشف علوم الفلك الحديثة عن أسرار الكون، نسج أهالي الساحل في محافظة القطيف حول ظاهرة خسوف القمر حكاية فريدة، حيث ساد اعتقاد متوارث بأن كائناً أسطورياً عظيماً يُدعى ”الحوتة“ يخرج من أعماق البحر ليبتلع القمر في جوفه، مسبباً غيابه التدريجي عن سماء الليل.
وأفادت الروايات المتناقلة عبر الأجيال أنه مع بدء نور القمر في الخفوت، كان السكان يخرجون بشكل جماعي إلى الأزقة والساحات، حاملين معهم الأواني النحاسية وكل ما يمكن أن يُصدر صوتاً، ليبدأوا في الطرق عليها وإثارة ضجيج مدوٍ.
وترسخ في وجدانهم أن هذه الأصوات الصاخبة والمرعبة كفيلة بإخافة ”الحوتة“ وإجبارها على لفظ القمر من فمها، ليعود نوره الفضي ويُشرق من جديد في كبد السماء.
ولطالما ارتبطت تلك الليالي التي يختفي فيها القمر بهالة من الرهبة والجلال، حيث كان الناس يفضلون إغلاق أبواب منازلهم في وقت مبكر، بينما كان الأطفال يبحثون عن الأمان بالالتصاق بأمهاتهم، في حالة من الترقب والقلق، انتظاراً للحظة التي يُهزم فيها الكائن الأسطوري وتنجلي الظلمة بعودة البدر المنير من بين أنياب الأسطورة.
ورغم أن العلم قد حسم الأمر اليوم، موضحاً أن الخسوف ليس إلا ظاهرة فلكية طبيعية تحدث حينما يقع كوكب الأرض بين الشمس والقمر ليحجب ضوءها عنه، لا تزال عبارة ”الحوتة أكلت القمر“ حية في الذاكرة الشعبية، لتقف كشاهد على قوة الخيال الإنساني في تفسير المجهول، ورمز ثقافي عميق يعكس العلاقة الأصيلة والراسخة بين السماء والبحر في وجدان أهالي القطيف.