رأيتُها سارحةَ النظرات
تحمل أوراقاً تحت عضدها
تتململ كسمكةٍ مصطادة
وترتجف حيرةً
تحبسُ عَبرتها عنوةً
قد ضاق بها المكان ..
في أقل من مترينِ
تروح وتجيئ مستاءةً
باقية تحت طائلة الأنتظار
وبعد مرور الوقت .. أصابها الملل
ثم تركت المكان إلى آخر مجهول
سَقطت من يدها ورقة
وحين ذهبتُ لذات المكان
وجدتُ مكتوباً وكأنه بخطِ يدها
تقول فيه..
أناشدك عبر صوت الغرام
الذي بيني وبينك
أن تعود لرشدكَ
وأن لاتكون سبباً في تدميرنا
هل تذكر كيف أبتدأت علاقتنا ؟
حين كنّا نلتزم التأني في كل شيئ ..
ونتخذ الصدق معياراً لنستمر
ونحسب للحديث وزناً
وكنّا نتصرف كالكهول
ثم تدرجنا في العلاقة
لتبادل الآراء على مهل
إلى أن وصلنا لموعد الأعتراف
وألقينا العهود فيما بيننا
فصرنا تؤام روح واحدة
ففي كل يوم أمنح مهجتي سكوناً لأنفردَ بك
تؤرقني الليالي
وَيبسط السهد سلطانه على عيني
أصوغ من أديمكَ إطاراً يحيط مقلتي
وفي ساعة التفكير بك ..
أنعزل عن الوجود
وأفني النفس في أرض حرام
لم يطأها أحد غيرنا
وأتعمّد على فقد الحواس
وأعطّل كل أفكاري
لأسترخيَ برفقتكَ
فأنني أنثى أستثنائية ..
غير الباقيات
لاأرغب في قصرٍ ولاحتى كوخ
كنت لكَ كالنحلة حين تهب الشهد بلا مقابل لتُذكرَ به
ولاأظنني قد خدشت معك الود يوماً
لألقى جفائكَ لهذا الحد
هل تعلم .. فأنا أخاف عليك من النكبة التي أصبتني بها
وأخاف عليك أن تتألم كألمي الذي أحمل
وأنا على ثقة بأن الندم سوف يقتلك الف مرة
واعلم انك لن تجد مثلي مهما مرّ عليك الزمان
فأنا سليلة أم طيبة وأب كادح
لايعرفان الغدر أو المكر
ربما أختارت لي الأقدار أن أتعلم
وأن تكون انت أول درس لي
درسٌ في الخيانة والغدر
أعترف أنّ هذه المصطلحات كنت أجهلها قبل أن تجمعني بك الأيام
وما عليّ الا أن أقول ..
شكراّ لك





درسٌ قاتل
رأيتُها سارحةَ النظرات
رد مع اقتباس



