النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

علبة ألوان

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 60 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أفانين القلب
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,512 المواضيع: 8,966
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31311
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    مقالات المدونة: 1

    Rose علبة ألوان

    علبة ألوان
    داخل كل منّا، توجد علبة ألوان خاصة، تحمل في طياتها كل درجات الحياة وتناقضاتها. نفتحها لنكتشف كيف تتشكل عوالمنا الداخلية وتنعكس على من حولنا. هذه العلبة ليست مجرد أداة للرسم، بل هي مرآة تعكس طبائع البشر. فيها ألوان براقة، وأخرى باهتة، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو وجود لون واحد لا يتشعب ولا يتدرج: اللون الأبيض.
    اللون الأبيض في علبة الألوان فريد من نوعه. إنه نقاء لا يُضاهى، بساطة لا يمكن اختزالها، وثبات لا يلين. لا يوجد منه أبيض فاتح أو أبيض غامق، هو فقط أبيض. هكذا هم البشر النقيّون، الذين يمثلون قمة الأخلاق والقيم الأصيلة. هؤلاء نادرون، يشبهون اللؤلؤة التي يصعب العثور عليها في أعماق البحار. إنهم أصحاب المبادئ الثابتة، والضمائر الحية، الذين لا تتغير مواقفهم أو جوهرهم بتغير الظروف. إنهم الأفراد الذين يمثلون الأمان والصدق، والذين لا يعرفون للتزييف طريقًا.
    على النقيض تمامًا، نجد باقي الألوان في العلبة. كل لون منها يتدرج إلى عشرات الدرجات والظلال. الأحمر يتحول إلى وردي، وأرجواني، وبني، والأزرق يصير سماويًا أو نيليًا، والأخضر يصبح ليمونيًا أو زيتونيًا. هذه الألوان المتعددة والمتدرجة هي تجسيد دقيق للبشر المتلوّنين. هناك من يتلون بلون الخبث، وهذا الخبث له درجات؛ فمنهم من خبثه ظاهر وفظّ، ومنهم من يغلفه بابتسامة مصطنعة وكلمات معسولة. وهناك المتلون بلون النفاق، الذي يرتدي أقنعة متعددة حسب الموقف والمصلحة، فتجده يمدحك في حضورك ويذمّك في غيابك. أما الحسد، فله هو الآخر ظلاله التي تتراوح بين الحسد الصامت والحسد الذي يصل إلى حد التدمير.
    هذه الألوان المتشعبة والدرجات المتداخلة تمثل تعقيد النفس البشرية وتنوعها. إنها تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يجمع بين المتناقضات، وأن يغير شخصيته ومبادئه لتناسب الظرف. من هؤلاء من يخلط الألوان بمهارة، فيصعب على من حوله التمييز بين حقيقته وزيفه، وبين صدقه وكذبه. هم يمزجون الألوان ببراعة حتى يصبحوا غامضين، لا يمكن فهمهم أو التنبؤ بتصرفاتهم. إنهم يعيشون حياة من التلون المستمر، يغيرون فيها أشكالهم وألوانهم حسبما تقتضي مصالحهم.
    وفي خضم هذا المزيج من الألوان، يظل اللون الأبيض هو النقطة المضيئة والساطعة التي نتمسك بها. إنه تذكير بأن النقاوة لا تزال موجودة، وأن الثبات على المبادئ ليس مستحيلًا. قد تكون علبة ألوان حياتنا مليئة بالدرجات المتعددة، لكننا دائمًا ما نبحث عن بياض القلوب والنفوس. إنه الضوء الذي نرنو إليه، والأمان الذي نسعى إليه في بحر من التلون والزيف. فلنحاول أن نكون ذلك اللون الأبيض النادر، الذي لا يتغير ولا يتبدل، والذي يمنحنا شعورًا بالصفاء والسلام وسط فوضى الألوان.

  2. #2
    ثامر الحلي
    الغروب
    تاريخ التسجيل: March-2015
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,149 المواضيع: 142
    صوتيات: 45 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 7152
    مزاجي: نشيط
    المهنة: أديب وكاتب
    أكلتي المفضلة: شاورما
    موبايلي: Infinx
    مقالات المدونة: 1
    مقال رائع يعكس صفاء النفس وروعتها والدقة في الوصف والتحليل أسجل اعجابي الجم الجميلة صافية
    رعاك الله وحفظك

  3. #3
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: March-2025
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 191 المواضيع: 1
    التقييم: 183
    أكلتي المفضلة: شاورما
    موبايلي: شاومي 2025
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    احسنتم النشر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال