دراسة حديثة: شرب القهوة بانتظام يحمي الكبد من التليف والسرطان
كشفت دراسة علمية موسعة، أن تناول القهوة بشكل منتظم قد يلعب دورًا حيويًا في حماية الكبد وتحسين صحته، من خلال قدرته على تثبيط الالتهابات وعمليات التندّب، مما يفتح آفاقًا واعدة للتدخلات الغذائية في الوقاية من أمراض الكبد المزمنة.
وعززت الدراسة التي نُشرت في مجلة ”Biochemical Pharmacology“، واستندت إلى تحليل بيانات وبائية وتجريبية وسريرية جُمعت على مدى عقود، النتائج السابقة التي ربطت بين القهوة وصحة الكبد.
وأوضحت أن هذا التأثير الإيجابي يعود إلى غنى القهوة بمركبات نشطة بيولوجيًا، أبرزها حمض الكلوروجينيك والبوليفينولات، التي تمتلك خصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهاب.
ووفقًا للباحثين، قد يسهم شرب القهوة في إبطاء تطور أمراض الكبد إلى مراحل خطيرة مثل تليّف الكبد وسرطان الخلايا الكبدية. ولوحظ أن المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ”سي“ الذين يواظبون على شرب القهوة يوميًا، شهدوا تباطؤًا في تطور المرض وكانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الكبد.
وأظهرت النتائج أن استهلاك القهوة بانتظام يقلل من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي ”MASLD“ بنسبة تصل إلى 29% مقارنة بغير شاربيها، كما أنه يخفض مستويات إنزيمات الكبد الضارة لدى المصابين بأمراض الكبد الكحولية.
من جانبها، علقت اختصاصية التغذية الوقائية ميشيل روثنشتاين، بأن القهوة ليست مجرد مصدر للكافيين، بل هي مركب معقد يساعد في مواجهة الإجهاد التأكسدي الذي يعد من أبرز عوامل تلف الكبد، حيث تعمل مضادات الأكسدة فيها على دعم صحة الخلايا الكبدية وتقليل الالتهاب.
وحول الكمية المثلى، أوضحت روثنشتاين أن تناول ما بين 3 إلى 4 أكواب من القهوة يوميًا، أي ما يعادل حوالي 400 ملليغرام من الكافيين، يعتبر آمنًا لمعظم البالغين.
وشددت على ضرورة تكييف هذه الكمية حسب التحمل الفردي، خاصة لمن يعانون من أمراض القلب أو القلق أو الحساسية المفرطة للكافيين.
ومع ذلك، حذّرت الدراسة من أن الإفراط في الاستهلاك، بما يزيد عن 5 أكواب يوميًا، قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار ”LDL“، مما يؤكد على أهمية الاعتدال لتحقيق الفوائد الصحية دون أضرار جانبية.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن نتائجهم تبرز القهوة كخيار غذائي بسيط وفعال لدعم صحة الكبد، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته على الحاجة الماسة لإجراء المزيد من الأبحاث السريرية لتحديد الجرعات المثلى وفهم التأثيرات الدقيقة لمركبات القهوة على المستوى الجزيئي.