أربعون عاماً
والطين يسير على أرضٍ قاحلة
يتعكز على خيزران الأمل
ويتعثر بصراعات الحروب
يفترش الوجع ليستريح
وينام على وسادة الشوق
لكي يعيش غده بوجعٍ آخر
تغفو الأمنيات على حافة القلب
تنتظر مطرًا لا يأتي
وتحلم بربيعٍ لا يزهر
كل عامٍ يمرّ
يترك ندبةً في الذاكرة
ويغرس شوكةً في الروح
أربعون عاماً
والصمت يكتب سيرتي
والألم يوقّع على دفاتر العمر
أبحث عن ضوءٍ
في نفقٍ لا ينتهي
وأرسم ابتسامةً
على وجهٍ أنهكه الانتظار
لكن في زاوية القلب
ينبت حلمٌ صغير
كزهرةٍ تحدّت صقيع الشتاء
وفي عيون الغد
تلمع نجمةٌ لا تنطفئ
أربعون عاماً
ولم يمت الرجاء
فكل وجعٍ علّمني الصبر
وكل سقوطٍ
علّمني كيف أنهض من جديد
سأمضي نحو الضوء
ولو كان بعيدًا
سأحمل قلبي
كرايةٍ لا تنكسر
وأكتب في دفتر العمر
أن الحياة، رغم كل شيء
تستحق أن تُعاش
بقلمي
٢٩/٩/٢٠٢٥