الضوء والطعام والمواعيد.. قواعد النوم التي يتجاهلها الكثيرون
حذر علماء من الانسياق وراء موجة نصائح النوم التي تغزو منصات التواصل الاجتماعي والأسواق، مؤكدين أن الحلول الحقيقية للأرق تكمن في العودة إلى أساسيات علم الأحياء وليس في الأدوات باهظة الثمن والحيل الرائجة.
ويأتي هذا التحذير في وقت يعاني فيه الملايين حول العالم من اضطرابات النوم، مما أدى إلى تضخم سوق المنتجات المتعلقة به إلى ما يزيد عن 100 مليار دولار سنوياً.
وشدد الخبراء على أن المحاولات الفاشلة لتطبيق نصائح غير علمية، مثل استخدام شريط الفم أو الأغطية الثقيلة، قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وأوضح أندرو ماك هيل، المتخصص في علم الإيقاع الحيوي، أن هذه التجارب المحبطة قد تمنع الأشخاص من طلب المساعدة المتخصصة، مما يفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
ويكمن الحل الأكثر فاعلية، بحسب الباحثين، في فهم منظومة الساعات البيولوجية الدقيقة داخل الجسم، والتي تنظم كل شيء بدءاً من هضم الطعام وصولاً إلى الاستعداد للنوم. هذه الساعات تحتاج إلى إشارات خارجية منتظمة لتبقى منضبطة، أبرزها ضوء الشمس والعادات اليومية، وهو ما يتعارض غالباً مع نمط الحياة العصرية الذي يفرض علينا قضاء أوقات طويلة في أماكن مغلقة وتناول الطعام في أوقات متأخرة.
وأكد العلماء أن تحسين النوم لا يتطلب إنفاق المال، بل يبدأ من الالتزام بثلاث قواعد أساسية وبسيطة. القاعدة الأولى هي الموازنة بين التعرض للضوء والظلام، وذلك بقضاء وقت كافٍ في ضوء النهار الطبيعي، الذي يعد أقوى إشارة للساعة البيولوجية، مع تقليل التعرض للإضاءة الساطعة والشاشات مساءً.
أما القاعدة الثانية فتتمثل في تنظيم مواعيد الوجبات، حيث إن الجسم مهيأ لهضم الطعام بكفاءة أكبر خلال النهار. وينصح الخبراء بأن تكون وجبة العشاء خفيفة ومبكرة، قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم، لتجنب عرقلة عملية الهضم وارتفاع حرارة الجسم ليلاً.
وتأتي القاعدة الثالثة لتؤكد أن انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ أكثر أهمية من عدد ساعات النوم نفسها. فالحفاظ على جدول نوم ثابت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، يساعد على مزامنة الساعة البيولوجية مع حاجة الجسم الطبيعية للراحة، مما يحسن من جودة النوم بشكل ملحوظ ويقلل من المخاطر الصحية طويلة الأمد مثل أمراض القلب والسكري.






رد مع اقتباس