علاقة مفاجئة بين الماء والتوتر.. هل تشرب ما يكفي يوميًا؟
كشفت دراسة علمية حديثة، عن وجود ارتباط بين انخفاض كمية الماء التي يستهلكها الفرد يوميًا وزيادة مستويات هرمون التوتر ”الكورتيزول“، مما قد يفاقم من استجابة الجسم للضغوط النفسية والاجتماعية ويؤثر سلبًا على الصحة العامة على المدى الطويل.
وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من السوائل يعانون من حالة ترطيب دون المستوى الأمثل، والتي قد تسهم في ارتفاع مستويات الكورتيزول عند مواجهة المواقف الضاغطة.
ويشكل هذا الاضطراب في إيقاع هرمون التوتر خطرًا محتملًا على الصحة، حيث يمكن أن يؤثر سلبًا على وظائف المناعة والتمثيل الغذائي ومستويات الالتهاب، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الأيض والكلى والقلب والأوعية الدموية.
واستهدفت الدراسة، التي شملت 32 شخصًا من الأصحاء غير المدخنين، التحقق من العلاقة بين حالة الترطيب وتفاعل الكورتيزول مع الضغوط النفسية الحادة.
وخضع المشاركون لاختبار معياري يعرف بـ ”اختبار ترير للإجهاد الاجتماعي“ لمحاكاة موقف ضاغط، مع قياس مستويات الكورتيزول في اللعاب وحالة الترطيب عبر عينات البول والبلازما.
وأظهرت النتائج بشكل واضح أن المشاركين الذين اعتادوا على شرب كميات أقل من السوائل سجلوا ارتفاعًا ملحوظًا وتفاعلاً أعلى لهرمون الكورتيزول استجابةً للاختبار، مقارنة بالمجموعة التي حافظت على ترطيب جيد.
ورغم أن استجابات القلق ومعدل ضربات القلب كانت متقاربة بين المجموعتين، إلا أن الفارق الجوهري ظهر في الاستجابة الهرمونية للتوتر.

ويرى القائمون على الدراسة التي نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على ترطيب الجسم، ليس فقط لدوره الحيوي المعروف، بل أيضًا كعامل قد يساعد في تخفيف الاستجابة الفسيولوجية للضغوط اليومية.
وأشاروا إلى أن شرب كمية كافية من الماء قد يكون استراتيجية بسيطة وفعالة للحد من اضطراب الكورتيزول، وبالتالي تقليل مخاطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالتوتر.
وعلى الرغم من أهمية النتائج، أكد الباحثون أن الدراسة الحالية تثبت وجود ارتباط بين الظاهرتين، لكنها لا تؤكد علاقة سببية مباشرة، نظرًا لطبيعة تصميمها قصير المدى.
وشددوا على الحاجة لإجراء دراسات مستقبلية طويلة الأمد لتحديد ما إذا كان تفاعل الكورتيزول لدى الأشخاص الذين يعانون من قلة الترطيب يلعب دورًا مباشرًا في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.