تُبصرُ في الصورة ..
كلّما أختَلجت شاردة الذهن
أو غدا يومها مبعثراً
تنظر أليها كملاذٍ أخير
تناديها بحرقةِ قلبٍ
وترد عليها من خلف الإطار ..
بإبتسامةٍ وديعة
قد أحتستها المنية مثل نبيذ
أعتلاها الشغف بعد أن خمد لظى الروح
وأنكسر حاجز الصمت الرهيب
لتهمسَ بشفاهِ الشوقِ للذكريات
حين أطالتا المكوث حول موقد الشتاء
ولهيبه الأزرق ..
الذي أختطف نظراتهن أليه
وهو يستخف بالجمر راقصاً
كأستخفاف الموت بمن نحب
وهو يخطفهم بغرورٍ بلا موعد
هي تأمّلَت الشعر الأشقر ..
المنسدل على جبهةٍ غرّاء
وكأنها المُهاة
وذاك الخال المتكئ على وجنة شهباء
مثل كريستالة سوداء
وكأنها أحدى حسناوات الهَفوف
أشتاقت لماضٍ مخملي
حينما كان الانسجام ..
يبسط سطوته على الأحاديث الفاكهة
ويصل الاسترخاء ذروته ..
للميل إلى الاستلقاء على المعاضد
والشعور بلدغات البرد
وكأنها منبه لحزمة أحاديث جديدة
تتخللها الأساطير ..
والهذيان المازح
ومواقف شتى ..
أمتزَجت بنوباتٍ من زهزقة خافتة
أشبه بشدو البلابل عند الذرور
هي بقيَتْ ماثلةً أمام صورة أختها
وعندما شعرَت بالنعاس
طَلبَت منها ..
أن تمدّ ساقها لتنسَدحَ عليه