كن أن يستعمل التثبيت الخارجي بدلاً من الداخلي.
التهاب المفاصل القيحي الحاد:
يصاب المفصل بالخمج عن طريق:
  1. دخول الجراثيم مباشرة من جرح نافذ للمفصل أو عبر جهاز التنظير المفصلي.
  2. انتقال الجراثيم مباشرة من خراج في عظم مجاور للمفصل.
  3. وصول الجراثيم عن طريق الدم من مكان بعيد.

العامل الممرض المسبب هو المكورات العنقودية المذهبة في الأطفال بين 1-4 سنوات، وقد يكون العامل الممرض المستدمية النزلية، وقد تصادف عوامل ممرضة أخرى مثل المكورات العقدية.
الظروف المهيئة: هي التهاب المفاصل الرثوي، الأمراض المنهكة، الأدوية الخافضة للمناعة، مرض نقص المناعة المكتسب.
الباثولوجيا: يلتهب المفصل عن طريق الدم فيؤدي إلى التهاب الغشاء الزلالي مع تفاعل التهابي حاد ووجود سائل مصلي قيحي؛ فحين يظهر القيح في المفصل يبدأ السطح المفصلي الغضروفي بالتخرب جزئياً بسبب إنزيمات الجراثيم والإنزيمات المنحدرة من الخلايا الالتهابية. في الأطفال يتخرب رأس العظم الذي هو بمعظمه غضروفي على نحو شديد، ويسبب انسداد الأوعية الدموية تموت المشاش في الأطفال الأكبر سناً.
إذا لم يعالج الالتهاب ينتشر إلى العظم القريب، أو ينفجر خارج المفصل ليشكل خراجات ونواسير.
وحين حدوث التصلب consolidation قد:
  1. يتم الشفاء كاملاً ويعود المفصل طبيعياً.
  2. أو ينقص جزء من السطح الغضروفي المفصلي ويتليف المفصل.
  3. أو يفقد الغضروف المفصلي ويحدث قسط عظمي.
  4. أو يتخرب العظم ويتشوه المفصل تشوهاً دائماً.

التهاب مفصلي قيحي أ- التهاب غشاء زليل حاد مع انصباب مفصل قيحي. ب- تخرب الغضروف المفصلي بإنزيمات الجراثيم والخلايا .ج-إذا لم يوقف الخمج يتخرب الغضروف تخربا كاملا . د- يؤدي الالتئام إلى قسط عظمي.
الأعراض السريرية: تختلف باختلاف عمر المريض:
  1. الرضع: تطغى علامات التسمم الخمجي على ألم المفصل، يبدو الرضيع متهيجاً ويرفض الطعام، مع تسرع النبض وارتفاع الحرارة أحياناً، وقد يكون الالتهاب موضعاً في أي مكان وفي المفاصل. يجب أن يجس المفصل المشتبه بإصابته ويحرك بلطف ودقة لاكتشاف العلامات الموضعة من حرارة ومضض ومقاومة الحركة. ويجب أن يفحص الحبل السري الذي قد يكون منبع الالتهاب، والتهاب مكان الحقن الوريدي يجب أن يكون دائماً موضع الشك. ويجب فحص جسم الرضيع فحصاً كاملاً لاستبعاد وجود الالتهاب في أمكنة أخرى كالصدر والبطن، ويجب أخذ الحذر لأن التهاب العظم والنقي قد يصيب العظم المجاور للمفصل.
  2. يشكو الأطفال ألماً شديداً وحاداً في مفصل كبير (مفصل الورك أو الركبة) ويرفض الطفل تحريك الطرف، النبض متسرع والحرارة متأرجحة، الجلد فوق المفصل محمر مع تورم واضح وحرارة موضعية ومضض شديد، كل حركات المفصل محددة مع عدم القدرة على الحركة أحياناً وألم وتشنج، من المهم البحث عن منبع الالتهاب مثل إبهام متقيح أو خروج قيح من الأذن.
  3. في البالغين أكثر المفاصل إصابة الركبة والرسغ وعنق القدم وإبهام القدم، المفصل المصاب مؤلم ومتورم وملتهب مع حرارة موضعية ومضض وتحدد الحركة. يجب أن يُسأل المريض عن إصابة سابقة بالتهاب بالمكورات البنية، وعن التهاب المفاصل الرثوي، ولاسيما الذين يعالجون بالكورتيزون فهم عرضة لالتهاب المفصل الصامت.

حين تتدهور حالة المريض الصحية يجب فحص جميع مفاصل الجسم كل واحد على حدة فحصاً دقيقاً.
الأشعة:
الفحص بالصدى (الإيكو) طريقة جيدة لكشف سائل في المفصل في المراحل الأولى من المرض، ويجب فحص المفصل الحرقفي الفخذي في الطرفين للمقارنة، ويدل تباعد المسافة بين المحفظة والعظم أكثر من 2مم على وجود سائل في المفصل.
قد تكون الصورة الشعاعية في المراحل الأولى طبيعية؛ ولكن مع تقدم المرض يبدأ بملاحظة تورم الأنسجة الرخوة واتساع المسافة المفصلية مع تحت خلع، وفي الحالات المتقدمة تضيق المسافة المفصلية مع عدم انتظام السطح المفصلي، ويشاهد أحياناً غاز في المفصل في الخمج بالإشريكية القولونية (الأشيرشياكولي).
التهاب مفاصل قيحي أ- مفصل الورك الأيسر مصاب بتحت خلع وانتباج في الأنسجة الرخوة. ب- إذا استمر الالتهاب ولم يعالج تتخرب المشاشة تخربا كاملاً فيتشكل مفصل كاذب . ج- التهاب قيحي في مفصل الركبة .
الرنين المغنطيسي:
يساعد على الكشف عن التهاب المفاصل قليلة الوضوح مثل المفصل العجزي الحرقفي، أو القصي الترقوي.
الفحوص المخبرية:
الفحوص المخبرية تُظهر ارتفاع عدد الكريات البيض وسرعة التثفل، وتتطلب التحاليل بعض الوقت لظهور نتائجها لذلك يُفضل أخذ عينة من سائل المفصل وفحصه. ومع أن السائل يبدو رائقاً في المراحل الأولى فإنه يجب فحصه وإجراء الزرع والتحسس فيه.
التشخيص التفريقي:
- في الأطفال الصغار قد لا يمكن التفريق بين التهاب العظم والنقي الحاد والتهاب المفصل القيحي، وقد يوجد الاثنان معاً. ويجب ألّا يهمل التفكير بالأنواع الأخرى من الالتهابات كالتهاب العضلة القطنية الكبيرة والتهاب الحوض.
- الرضوض: قد يرافق التهاب الغشاء الزليل الرضي والانصباب الدموي في المفصل ألم حاد وتورم المفصل، والرض لا ينفي الالتهاب ويبقى التشخيص موضع شك حتى يبزل المفصل.
- في المفصل المتهيج: لا يكون المفصل مؤلماً ولا تفقد الحركة ولا توجد علامات للخمج، ويفرق التصوير بالصدى بين التهاب المفصل القيحي والمفصل المتهيج.
- الحمى الرثوية: يتنقل الألم من مفصل إلى آخر، ولا يوجد علامات تسمم دموي في التهاب المفاصل الرثوي الشبابي، يبدأ الألم بمفصل وحيد، والأعراض أقل حدةً من التهاب المفصل القيحي.
- يجب نفي فقر الدم المنجلي ولاسيما في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض.
- النقرس والنقرس الكاذب: قد يشبه التهاب المفصل القيحي تماماً، ويظهر بزل المفصل سائلاً عكراً مع ارتفاع الكريات البيض، ويكشف الفحص المجهري وجود بلورات حمض البول.
العلاج: الخطوة الأولى في التدبير هي بزل السائل من المفصل وفحصه وبدء العلاج من دون تأخير، وتتبع فيه خطوات معالجة التهاب العظم والنقي الحاد ذاتها، وتعدل الخطة العلاجية حين تظهر نتائج التحاليل، وإذا كان مظهر السائل قيحياً يجب تفريغ المفصل من دون انتظار النتائج.
العلاج العام: تعطى المسكنات لمعالجة الألم، والسوائل عن طريق الوريد لمعالجة التجفاف.
يجب أن يثَّبت المفصل بجبيرة، وفي إصابة مفصل الورك يجب أن يوضع بوضعية التبعيد مع عطف 30 درجة وتمديد جلدي لمنع المفصل من الخلع.
المضاد الحيوي: الجيد هو فلوكلوكساسيلين مع الجيل الثالث من سيفالوسبورين، كما يجب وقاية الولدان والأطفال حتى 6 شهور من العمر ضد المكورات العقدية والمكورات العنقودية سلبية الغرام بالبنسيلناز مثل الفلوكلوكساسيلين مع الجيل الثالث من السيفالوسبورين.
ويعالج الأطفال الكبار والبالغون بفلوكلوكساسيلين وحمض فيوسيديك flucloxacilin + fusidic acid عبر الوريد مدة 4-7 أيام، وبعد ذلك عن طريق الفم مدة 3 أسابيع، وحين وجود جراثيم سلبية يضاف الجيل الثالث من سيفالوسبورين، ويعدل العلاج بحسب نتائج الزرع والتحسس.
تفريغ المفصل: يجرى تحت التخدير العام جرح صغير يصل إلى داخل المفصل وتسحب السوائل منه ويغسل بمحلول ملحي (سيروم) ويخاط الجرح وتترك داخله قثطرة لاستمرار غسيل المفصل مدة يومين أو ثلاثة أيام. وهذه الطريقة أمينة وينصح بها للرضع وللأطفال الصغار، وفي إصابة مفصل الورك، وإذا كان القيح لزجاً.
يستعمل المنظار لتنظيف مفصل الركبة من الأنسجة وغسيل المفصل، ويؤيد بعضهم بزل المفصل المتكرر المغلق، وإن لم تتحسن الحالة حتى 48 ساعة يفتح المفصل وينظف.
العناية بعد العلاج: إذا تحسنت حالة المريض العامة وزال ألم المفصل واختفت الحرارة الموضعية وكان الغضروف المفصلي سليماً يُشَجَّع المريض على البدء بالحركة تدريجياً ولاسيما الحركات الإيجابية. أما إذا تخرب الغضروف المفصلي فتوضع جبيرة على الطرف بالوضع الوظيفي حتى حدوث القسط.
المضاعفات: يصاب الرضع تحت 6 أشهر من العمر بأعلى نسبة من المضاعفات، وأكثر مفصل معرض للإصابة هو المفصل الوركي، والسبب هو تأخر التشخيص والعلاج أكثر من 4 أيام، وهو يصاحب التهاب العظم والنقي بأعلى عظم الفخذ.
يمنع حدوث تحت خلع أو خلع مفصل الورك وعدم ثبات مفصل الركبة بوضع جبيرة مناسبة. وأسوأ أنواع المضاعفات هو تخرب غضروف النمو وهشاشة العظم في أثناء نمو الطفل؛ إذ يؤدي إلى تأخر النمو وتخريب المشاشة جزئياً أو كلياً، أو تشوه المفصل أو تموت المشاشة أو حدوث مفصل كاذب في مفصل الورك.
يشاهد تخرب غضروف السطح المفصلي في المرضى الأكبر سناً ممّا يؤدي إلى تحدد حركة المفصل أو قسط المفصل.
التهاب المفاصل السيلاني arthritic gonococcal:
الإصابة بالسيلان هي من أكثر أسباب التهاب المفاصل القيحي -ولاسيما في الأوساط الفقيرة- وهو يحدث بالاتصال الجنسي.
الأعراض السريرية: للإصابة مظهران سريريان:
  1. التهاب المفصل السيلاني المنتشر: يصيب عدة مفاصل مع التهاب الغشاء الزليل والتهاب الجلد.
  2. إصابة مفصل وحيد (الركبة، عنق القدم، الكتف، الرسغ، اليد).

وقد يصاب المريض بالمظهرين معاً حيث ترتفع حرارة المريض مع ارتفاع سرعة التثفل وكريات الدم البيض.
يجب أن يسأل المريض عن الاتصالات الجنسية المشبوهة في الأيام والأسابيع السابقة، ويجب أن يبحث عن الأمراض التي تصيب الجهاز البولي والتناسلي.
يظهر بزل سائل المفصل ارتفاع كريات الدم البيض وجراثيم سلبية الغرام؛ ولكن تحري الجراثيم في السائل قد يكون سلبياً لذلك يجب التفتيش عن انتقال أمراض أخرى.
العلاج: مشابه لعلاج التهابات المفاصل القيحية الأخرى، يستجيب المرض بسرعة للعلاج بالجيل الثالث للسيفالوسبورين عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي. وإذا كان المريض مصاباً بالتهابات أخرى مثل المتدثرة chlamydia المقاومة للسيفالوسبورين يعطى السيبروفلوكساسيلين أو أوفلوكساسين اللذين يفيدان في المرضين.
سابعاً- الإفرنجي السفلسSyphilis :
الجرثوم المسبب هو اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum) ، ويصاب الإنسان بالاتصال الجنسي بتماس مباشر مع أذية بالجلد أوعن طريق الأغشية المخاطية، وتنتشر الإصابة إلى العقد اللمفية ومن ثم إلى الدم. تبدأ الإصابة بقرحة تظهر في مكان دخول اللولبية بعد شهر من الإصابة، وهي تشفى من دون علاج؛ ولكن بعد شهر أو أكثر يدخل المرض في المرحلة الثانية بظهور طفح جلدي وتغيرات في العظم والمفاصل بسبب التهاب السمحاق والتهاب العظم والغضروف، وبعد مدة من الزمن تبدأ المرحلة الأخيرة التي قد تمتد سنين عديدة. تبدأ المرحلة الثالثة للمرض بعد 10-30سنة وتتخذ أشكالاً متعددة منها ما يظهر بشكل صمغات حبيبية كبيرة في العظم والمفاصل واضطراب الحس قد يؤدي إلى فقد حس كامل يؤدي إلى تخرب المفاصل داء شاركو (Charcot).
الإفرنجي أ-ج الإفرنجي الولادي مع التهاب سمحاق منتشر في عدة عظام. د-التهاب سمحاق مكتسب بعظم الظنبوب.
العلامات السريرية للإفرنجي المكتسب:
- العلامات المبكرة: يشكو المريض ألماً وانتباجاً ومضض العظم ولاسيما العظام المغطاة بطبقة سطحية من النسج الرخوة مثل الجبهة والوجه الأمامي لعظم الظنبوب وعظم القص والأضلاع. تظهر الأشعة علامات التهاب السمحاق وثخن قشرة العظام المصابة. أما التهاب العظم أو التهاب المفاصل القيحي فأقل حدوثاً، واستقصاء ماضي المريض يظهر وجود مرض ينتقل عن طريق الجنس.
- العلامات المتأخرة: يظهر الصمغ الإفرنجي بعد الإصابة بالإفرنجي بعدة سنين؛ وهو إصابة حبيبية تبدو على شكل منطقة ناقصة الكثافة في العظم ومنطقة مجاورة متصلبة وقد يحدث أحياناً كسر مرضي.
تظهر الأشعة ثخن السمحاق وتشكل عظم جديد ولاسيما في الظنبوب، والعلامات العصبية والمفصلية في المرحلة الثالثة هي فقدان الحس -على نحو كامل- في المفصل ولاسيما في مفصل الركبة.
العلاج: تستجيب الإصابة لحقن العضلة ببنزايل بينسيلّين الذي يعطى أسبوعياً 3-4 جرعات، وتحتاج الإصابة المتأخرة إلى جرعة عالية من الحقن الوريدية من البينسيلين مدة أسبوع أو 10 أيام، ولكن بعض حالات إفرنجي المرحلة الثالثة لا تستجيب، ويجب معالجتها بنوع مختلف من العلاج، وهو الجيل الثالث من سيفالوسبورين.
الداء العليقي yaws:
هو مرض غير تناسلي، العامل المسبب له هو اللولبية الرقيقة Treponema pertenue، ينتشر في الأماكن الأكثر فقراً في المناطق الاستوائية من إفريقيا وآسيا وجنوبي أمريكا، ويصاب به عدة آلاف في إندونيسيا سنوياً.
تحدث الإصابة بتماس جلد المصاب، فيظهر تقرح يغطى بقشرة على الوجه أو الأيادي أو القدمين، وتظهر بعد عدة شهور إصابات ثانوية متعددة ومتلاحقة تترك بعد شفائها ندبة شاحبة. تمتد هذه المرحلة مدة طويلة ثم تبدأ مرحلة ثالثة تحدث فيها تغيرات هيكلية مشابهة للإفرنجي.
العلامات السريرية: أكثر ما يصاب بهذا المرض هم الأطفال تحت عمر عشر سنوات، وسريعاً ما يشخص في المناطق التي يستوطن فيها بآفات الجلد النموذجية مع تورم العقد اللمفية السريع، وقد يتطلب الوصول إلى التشخيص إجراء بعض الاختبارات المصلية.
يظهر في المراحل المتأخرة من المرض تشوه العظم وألمه، وتظهر الأشعة علامات تخرب القشرة العظمية وتخرب في المفاصل وظهور عظم جديد سمحاقي وأحياناً ثخن في العظام الطويلة.
المعالجة: بحقن بنزايل بينسيلين ويعطى للذين يتحسسون للبينسيلين إريثرومايسين بدلاً منه.
- السل:
انخفض عدد الإصابات بالسل باستمرار في البلاد المتقدمة في النصف الأخير من القرن الماضي بسبب تحسن المستوى الصحي والمستوى الغذائي والطرق العلاجية؛ ولكنه بدأ بالارتفاع مرة أخرى في السنوات العشرين الماضية بسبب ارتفاع عدد كبار السن وازدياد عدد متعاطي المخدرات وظهور مرض نقص المناعة المكتسب.
يتظاهر المرض في الجهاز الحركي في الفقرات والمفاصل الكبيرة، وقد يظهر في أي عظم، أو غشاء زلالي أو جرابي. وممّا يزيد شدة المرض إصابة المريض بالسكري المزمن وإدمان المخدرات والعلاج المديد بالكورتيزون ونقص المناعة المكتسب والأمراض التي تؤدي إلى نقص المناعة.
التهاب مفصل سلي يمكن أن يبدأ أ- بالتهاب عظم ونقي أو التهاب الغشاء الزليل. ب- وقد يمتد ليصبح التهاب مفصل حقيقياً .ج-لايخرب كل السطح تاغضروفي . د-يلتئم بقسط ليفي .
الإمراض:
سبب الآفة المتفطرة السلية Mycobacterium tuberculosis البشرية وأحياناً البقرية، تدخل الجسم عن طريق الرئة (من رذاذ النفس) أو الأمعاء (تناول حليب فيه عصيات السل) ونادراً عن طريق الجلد، وتسبب تفاعلاً حبيبياً يرافقه تموت النسج وتجبنها.
الخمج الأولي: تتوضع الإصابة الأولية في الرئة أو في البلعوم أو في السبيل الهضمي، مع انتشار لمفاوي إلى العقد اللمفية في تلك المنطقة. تثبت العصيات في العقد من دون علامات مرضية ولكن الإصابة تكون أحياناً شديدة مع تضخم العقد اللمفية في الرقبة والبطن، من دون أن تظهر مع ذلك أعراض سريرية.
ويتميز الخمج الأولي بأن العصيات تبقى حية عدة سنوات ضمن العقد اللمفية التي شفيت ظاهرياً أو تكلست ممّا يجعلها مخزناً لعودة الخمج.
الانتشار الثانوي: ينتشر المرض انتشاراً واسعاً عن طريق الدم إذا كانت مناعة المريض ضعيفة مما يؤدي إلى السل الدخني أو التهاب السحايا. وقد يحدث هذا الانتشار بعد شهور أو سنين، وقد تتوضع العصيات خارج الرئة في فترة نقص المناعة. تتطور بعض هذه البؤر إلى إصابات هادمة تؤدي إلى المرحلة الثالثة التي يصاب فيها العظم والمفاصل بنسبة 5% من المرضى المصابين بالسل. ويتميز السل العظمي بولعه بأجسام الفقرات والغشاء المصلي في المفاصل الكبيرة.
حين تتوضع العصيات السلية في موقع من الجسم تبدأ أعراض الالتهاب المزمن بالظهور، ويتميز الالتهاب السلي المزمن بالفحص المجهري بالمنظر الحبيبي؛ وهو تجمع من خلايا عرطلة عديدة النوى محاطة بمنطقة متموتة مع خلايا لمفية في المناطق المحيطية.
تظهر ضمن المناطق المصابة بقع صغيرة من النخر الجبني تتجمع لتشكل كتلة صفراء، وقد ينخمص المركز فيشكل خراجاً يحتوي على قيح وأجزاء من عظم متموت.
تميل الأذية العظمية إلى الانتشار بسرعة، ولا يشكل غضروف النمو حاجزاً للانتشار إلى المفصل المجاور.
إذا أصيب الغشاء المصلي يصبح ثخيناً ومتوذماً ويفرز كمية كبيرة من السوائل، ويتخرب الغضروف المفصلي ببطء ويتخرب العظم على حواف المفصل، وقد تحدث هشاشة عظمية موضعية.
إذا لم يوقف الخمج يمتد الالتهاب والتجبن إلى الأنسجة الرخوة المحيطة ليحدث خراجاً بارداً (مقارنة بالخراج القيحي الساخن). قد ينفجر عبر الجلد مشكلاً نواسير سلية، وقد تمر هذه النواسير في الأنسجة لتفتح في مناطق بعيدة عن الآفة الأصلية. يشفى المريض ويعود إلى الوضع الطبيعي إذا أوقف المرض في مراحله الأولى. أما إذا أصيبت السطوح المفصلية بتخرب شديد فيكون الشفاء بتليف المفصل والإيثاق الجزئي مع تشوهه.
يبقى قسم من العصيات حياً ضمن الكتلة المتليفة المتجبنة له القدرة على النشاط من جديد ليظهر المرض ولو بعد عدة سنين.
العلامات السريرية: يوجد في سوابق المريض اتصال بمرضى مصابين بالسل، المريض عادة طفل أو شاب يشكو ألماً وتورماً في المفصل.
تحدث في الحالات المتقدمة من المرض نوبات من الحمى والتعرق الليلي والوهن ونقص الوزن.
المفصل مثبت بسبب تشنج العضلات، ويزول الألم نهاراً.
وفي أثناء النوم تسترخي الأنسجة المصابة وتضغط أو تتمدد فتسبب نوبات من الألم الشديد.
ضمور العضلات واضح وثخن الغشاء المصلي شديد، وقد تتضخم العقد اللمفية في المنطقة وتؤلم بالجس، الحركة محددة في جميع الاتجاهات.

وهشاشة العظام القريبة من المفصل، وتفاعل السلين مانتوMantoux) ) الإيجابي.
- ومن الضروري إجراء خزعة لفحصها وزرعها.
التشخيص التفريقي: يجب أن يفرق تدرن المفصل عن:
- التهاب الغشاء الزليل العابر: الذي يصيب الأطفال ويوجه نحو التهاب خفيف في المفصل، وهو يشفى بالراحة في السرير عدة أسابيع، وإذا تكرر يجب تكرار الاستقصاءات، وقد يحتاج إلى إجراء خزعة.