ذات الرئة Pneumonia خمج رئوي يصيب بنيات النسيج الرئوي العميقة بما فيها السبل الهوائية ما بعد القصيبات الانتهائية والأسناخ الرئوية والنسيج الخلالي، وتتصف بحدوث نتحة ضمن الأسناخ الرئوية تحدثها جملة من العوامل الممرضة جرثومية أو مشبهات الجراثيم أو ڤيروسات أو فطور أو طفيليات، وتميز ثلاثة أشكال تشريحية مرضية وسريرية وشعاعية بحسب توضع الخمج:
1- ذات الرئة النموذجية أو الفصيةlobar pneumonia : وتشمل فصاً كاملاً من فصوص الرئة، والشكل الوصفي لها ذات الرئة بالمكورات الرئوية التي تبدي فيها صورة الصدر الشعاعية كثافة متجانسة ذات توزع فصي (الشكل1).
الشكل (1)
ذات رئة في الفص العلوي الأيمن مسببة بالعقديات الرئوية. تشمل الكثافة كامل الفص العلوي الأيمن، وتشاهد كمية من الانصباب في الشق الأفقي.
2- ذات القصبات والرئة الفصيصية: bronchopneumonia تكون فيها الإصابة على مستوى القصيبات النهائية والأسناخ كما في ذات الرئة بالمكورات العنقودية التي تبدي صورة الصدر الشعاعية فيها كثافات عقدية متعددة مبهمة الحدود وغير متجانسة تشمل الساحتين الرئويتين.
3- ذات الرئة الخلالية: interstitial pneumonia تتوضع الإصابة فيها في النسيج الخلالي بشكل موضع أو منتشر تشمل رئة واحدة أو الرئتين كما في الإصابة بالمفطورات Mycoplasma والمتدثرات Chlamydia والكوكسيلة Coxiella والڤيروسات، تبدي فيها صورة الصدر ارتشاحات شبكية عقيدية غير متجانسة ومنتشرة.
وتصنف ذوات الرئة بحسب العامل الممرض عدا تصنيفها السابق بحسب الأشكال التشريحية المرضية والسريرية، أو يستعمل التصنيفان معاً لوصف الالتهاب الرئوي، فيقال مثلاً: ذات رئة فصية بالمكورات الرئوية أو ذات قصبات ورئة بالمكورات العنقودية.
ويطلق اسم ذات الرئة الاستنشاقية على ذات الرئة الناجمة عن استنشاق مواد أجنبية أو مفرزات خمجية أو محتوى الجهاز المعدي المعوي. كما يطلق اسم ذات الرئة اللانمطية على الالتهابات الرئوية الناجمة عن الكائنات الحية organism غير الجرثومية المعروفة.
الوبائيات
ذات الرئة مرض شائع إذ يصاب ما لا يقل عن 1% من السكان بهجمة التهاب رئة كل سنة، وهي تصيب جميع الأعمار، وأكثر ما تصادف بين الأطفال وكبار السن، وتكون أكثر شيوعاً في فصلي الشتاء والربيع، وغالباً ما تصيب الكحوليين والمدخنين والمصابين بالقصور التنفسي المزمن ونقص المناعة المكتسب AIDS والمرضى المصابين بنقص الغاماغلوبولين وفقر الدم المنجلي أو الذين أُجريت لهم عملية استئصال الطحال، كما أنها قد تتلو نوب فقد الوعي أو خمود منعكس السعال في أثناء التخدير أو الانسمام الدوائي أو الكحولي أو إصابات الجملة العصبية المركزية، وقد تتلو وافدات الإنفلونزا والتهابات الطرق التنفسية العليا أو الدنيا بالڤيروسات، كما أن التوسع القصبي كثيراً ما يتضاعف بذات رئة جرثومية بسبب صعوبة تصريف المفرزات القصبية. وقد تكون ذات الرئة في بعض الأحيان التظاهرة الأولى للسرطان القصبي بسبب انحباس المفرزات بالورم الساد وتجرثمها. إضافة إلى أن العديد من الأمراض المصحوبة باضطرابات مناعية كابيضاضات الدم واللمفومات والورم النقوي تهيّئ للإصابة بذات الرئة، والأشخاص الذين يتناولون الأدوية الكيميائية المثبطة للمناعة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بها.
الأسباب
تنجم أغلب ذوات الرئة عن الخمج، وهناك العديد من الكائنات الحية قادرة على إحداث التهاب الرئة، ولكن أكثر العوامل المسببة شيوعاً الجراثيم والڤيروسات، تتلوها العوامل الممرضة الأخرى من العصوانيات والطفيليات والعوامل اللانمطية الأخرى.