استشاري: حاربوا الأرق بالنشاط.. وتخلوا عن ”القيلولة“ فوراً
أكد استشاري طب النوم، الدكتور خالد الجابر، أن التغلب على الأرق المرتبط بالحالات النفسية السيئة يبدأ بتغيير جذري في قناعات المريض وسلوكياته اليومية.
وأشار إلى أن إحدى أهم الاستراتيجيات الفعالة تكمن في إجهاد الجسد خلال ساعات النهار ومقاومة النوم بشكل كامل حتى حلول الليل.
وأوضح الجابر أن شريحة كبيرة من الذين يعانون من صعوبات النوم يقعون أسرى لأفكار سلبية ومفاهيم مغلوطة حول خطورة الأرق، حيث يسود اعتقاد بأن ليلة واحدة من النوم المتقطع ستدمر بالضرورة أداءهم في اليوم التالي، سواء في العمل أو الدراسة.
وبين أن هذه القناعة الخاطئة تدخلهم في حلقة مفرغة من القلق والتفكير الزائد مع اقتراب موعد النوم، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
ولتصحيح هذه الصورة الذهنية، شدد على أن طبيعة النوم متقلبة وغير ثابتة، وأن عدداً لا يحصى من الأشخاص حول العالم يمارسون حياتهم اليومية بكفاءة عالية رغم عدم حصولهم على قسط كافٍ من النوم في الليلة السابقة. هذا الواقع يؤكد أن التأثير الكارثي للأرق هو في كثير من الأحيان مجرد وهم مبالغ فيه يغذيه القلق.
وفي إطار الحلول السلوكية، أوصى الدكتور الجابر بضرورة التخلي التام عن النوم خلال النهار، بما في ذلك القيلولة القصيرة، وذلك بهدف الوصول إلى فترة المساء بأعلى درجة ممكنة من الإرهاق الجسدي، مما يهيئ الجسم للدخول في نوم طبيعي وعميق.
وأضاف أن الحفاظ على جدول نشاط حافل وتجنب الوجبات الدسمة والمشروبات المنبهة في الساعات التي تسبق النوم، يمثلان عاملين محوريين في نجاح هذه الاستراتيجية.
وتطرق إلى أهمية تهيئة بيئة نوم مثالية، مؤكداً أن السرير يجب أن يقتصر استخدامه على النوم فقط، وتجنب ممارسة أي أنشطة أخرى فيه كالمذاكرة أو تصفح الأجهزة الإلكترونية.
وبين ان هذا الإجراء يهدف إلى ترسيخ ارتباط ذهني شرطي بين السرير والشعور بالاسترخاء والنعاس.
وفي حال استعصى النوم بعد دقائق من الاستلقاء، نصح بمغادرة الفراش فوراً والجلوس في مكان هادئ آخر لفترة وجيزة، ثم معاودة المحاولة، لمنع ارتباط السرير بمشاعر التوتر والإحباط.
وأشار إلى أن بعض الأصوات الهادئة والرتيبة، كتلاوة قرآنية بصوت منخفض، أو تكرار الأذكار، أو حتى ضجيج المذياع التماثلي القديم، يمكن أن تساهم في تهدئة نشاط الدماغ وتسهيل عملية الدخول في النوم، بشكل مشابه لتأثير ”الضوضاء البيضاء“ على الأطفال.
وخلص الجابر إلى أن تحقيق نوم هانئ ومستقر ليس أمراً مستحيلاً، بل هو نتيجة لبرنامج علاجي متكامل يجمع بين تصحيح القناعات الخاطئة وتبني سلوكيات يومية صحيحة، مما يعيد التوازن الطبيعي لدورة النوم واليقظة.






رد مع اقتباس
شكرا صفو