طبيب: ”النقص الوظيفي“ للكورتيزول سر الإرهاق الصباحي رغم النوم الكافي
كشف الدكتور عبدالله العواد، طبيب التكامل الوظيفي، أن الشعور المستمر بالتعب والإرهاق عند الاستيقاظ، حتى بعد الحصول على ساعات نوم كافية، قد يكون مرتبطاً بشكل مباشر بـ ”نقص وظيفي“ في هرمون الكورتيزول.
وأوضح العواد أن الكورتيزول يُعد هرموناً أساسياً تفرزه الغدة الكظرية، ويمتد تأثيره ليشمل جميع أجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي، والهضمي، والعضلي، والعظمي.
وأشار إلى أن ”النقص الوظيفي“ هو المفهوم الأدق لهذه الحالة؛ حيث قد تُظهر التحاليل المخبرية أن مستوى الهرمون ضمن المعدل الطبيعي، ولكنه في الواقع لا يؤدي وظيفته بالشكل الصحيح.
وبيّن العواد أن هذا الخلل الوظيفي هو ما يفسر شعور بعض الأشخاص بالإرهاق الشديد وانعدام الحافز في الصباح الباكر، مقابل تحسن ملحوظ في النشاط والطاقة خلال فترة المساء، مما يجعلهم أكثر إنتاجية في الليل.
وتطرق إلى دور الضغط النفسي المستمر والتوتر المزمن، موضحاً أنهما يزيدان من إفراز الكورتيزول بشكل دائم، مما قد يؤدي إلى حالة من ”مقاومة الجسم“ للهرمون، وهي ظاهرة شبيهة بمقاومة الإنسولين عند مرضى السكري، وتؤثر بشكل مباشر على الشهية والنشاط اليومي.

ولتحديد هذا النقص الوظيفي بدقة، أكد العواد على أهمية توقيت إجراء التحليل، مشيراً إلى أن أفضل وقت لسحب العينة هو بين الساعة السابعة والتاسعة صباحاً.
وشدد على أن قراءة النتائج الصحيحة تعتمد على تقييم الطبيب للحالة ككل، وليس فقط على المعدل الطبيعي المدوّن في ورقة التحليل.
وحول الحلول، أكد العواد أن هذا النوع من الإرهاق لا يحتاج عادةً إلى تدخل دوائي. وشدد على أن الخطوة الأساسية تكمن في تعديل نمط الحياة، عبر تحسين جودة النوم وتنظيمه، وتقليل الضغوط النفسية قدر الإمكان، وإعطاء الجسم فترات راحة منتظمة، لاستعادة الطاقة والنشاط الطبيعي خلال اليوم.