”إهمال الإفطار“.. عادة صباحية ترفع خطر السكتة الدماغية
كشفت مراجعة علمية حديثة وشاملة عن ارتباط مباشر ومقلق بين عادة تجاهل وجبة الإفطار والإصابة بـ ”متلازمة الأيض“، وهي مجموعة من العوامل الصحية الخطرة التي تزيد بشكل كبير من احتمالية التعرض للسكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني، وقصور القلب.
واستند التحذير إلى تحليل تلوي ضخم، شمل بيانات 118,385 مشاركاً من تسع دراسات دولية مختلفة.
وأظهر التحليل أن الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار بانتظام كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم، واضطرابات الدهون.
ووفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن متلازمة الأيض تُشخَّص عند وجود ثلاثة على الأقل من خمسة عوامل خطرة، تشمل السمنة البطنية ”تراكم الدهون في البطن“، وارتفاع سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول ”الجيد“ ”HDL“.
وأشارت النتائج بوضوح إلى أن إهمال وجبة الصباح يسهم في زيادة تراكم الدهون في منطقة البطن، والذي يُعد أحد أبرز المؤشرات على اختلال التمثيل الغذائي.
وأوضحت الدراسة أن تخطي الإفطار يؤدي إلى إحداث خلل في الإيقاع البيولوجي الطبيعي للجسم، مما يضعف قدرته على معالجة العناصر الغذائية بفاعلية وتنظيم الطاقة. وينعكس هذا الاضطراب بشكل مباشر على مستويات السكر والكوليسترول.
ولاحظ الباحثون وجود ارتباط قوي بين هذه العادة والسلوكيات الغذائية غير الصحية، مثل الإفراط في تناول الطعام خلال ساعات الليل المتأخرة، وضعف الانضباط العام في النظام الغذائي اليومي.
وفي تعليق طبي داعم، أكد الدكتور مير علي، وهو جراح متخصص في السمنة، أن تناول وجبة الإفطار يحفز عملية الأيض منذ ساعات الصباح الأولى.
وأشار إلى أن هذه الوجبة تسهم بفاعلية في ضبط الشهية على مدار اليوم، مما يجعلها عنصراً وقائياً هاماً ضد السمنة والمضاعفات المرتبطة بها.
وشدد الباحثون في ختام مراجعتهم على ضرورة التمييز الواضح بين التخطي العشوائي لوجبة الإفطار، الذي يرتبط غالباً بالفوضى الغذائية والعادات السلبية، وبين أنظمة الصيام المتقطع المنهجية التي تُتبع بمراقبة وضمن نمط حياة صحي متكامل.






رد مع اقتباس