النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 59 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 43,798 المواضيع: 12,289
    التقييم: 32131
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 19 ساعات

    Rose سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون


    فيلم "فندق رواندا" (Hotel Rwanda)، الذي أعاد طرح قضية الإبادة الجماعية على الأمم المتحدة (حساب آي إم دي بي على إنستغرام)
    لم تعد السينما مجرد مرآة للواقع، بل غدت في كثير من الأحيان محركا خفيّا للتاريخ، أو شاهدا يسبق الوقائع بخياله. فالأفلام الجريئة لا تكتفي بتسجيل الموقف، بل تصنعه: تُسائل السلطة، وتضغط على الرأي العام، وتكشف هشاشة القرارات في لحظات التردّد. إنها السينما حين تتجاوز الترفيه لتدخل منطقة القرار، فتغدو أداة سياسية غير رسمية، تطرح الأسئلة التي يخشاها السياسيون، وتقدّم بدائل عمّا تعجز عنه المؤسسات.
    يمكن رصد 4 صور لتقاطع السينما والسياسة: حين يصبح الفيلم بديلا عن القرار، أو أداة ضغط غير مباشرة، أو صرخة شعبية تتحول إلى سياسة، أو خيالا سياسيا لم يتحقق بعد. تُظهر هذه الصور أن الجرأة في السينما لا تعني فقط التحدي أو الصدام، بل إعادة تعريف العلاقة بين الصورة والسلطة، وبين الجمهور وصانع القرار.

    الصورة تصنع القرار

    في ذروة الحرب الباردة عام 1983، بثّ التلفزيون الأميركي فيلم "اليوم التالي" (The Day After)، الذي صوّر بتفاصيل مؤلمة آثار ضربة نووية على مدينة أميركية صغيرة. لم يكن العمل ترفيهيا بقدر ما كان محاكاة بصرية لكابوس سياسي واقعي، يكشف ما يمكن أن تفعله الحرب إذا فقدت السياسة عقلها.
    شاهد الفيلم أكثر من 100 مليون شخص، من بينهم الرئيس رونالد ريغان، الذي كتب في مذكراته أنه شعر بـ"رعب عميق" بعد مشاهدته، وأن التجربة دفعته إلى إعادة التفكير في سياسة التسلّح النووي. وبعد أشهر قليلة، بدأ البيت الأبيض مراجعة إستراتيجيته النووية وفتح قنوات تفاوض مع موسكو.
    وهكذا تحوّل الفيلم إلى بديل رمزي للقرار السياسي، إذ فعلت الصورة ما لم يفعله الخطاب. هذا النوع من السينما لا يكتفي بالتحذير، بل يُولّد ضغطا أخلاقيا وشعبيا يُجبر السلطة على إعادة النظر في مواقفها وصياغة بدائل أكثر إنسانية.



    الملصق الدعائي لفيلم "اليوم التالي" (The Day After) (حساب آي إم دي بي على إنستغرام)

    وتكرّر هذا الأثر في أفلام مثل "دكتور سترينغيلوف" (Dr. Strangelove) إنتاج 1964، للمخرج ستانلي كوبريك، والذي سخر خلاله من منطق الردع النووي، و" فندق رواندا" (Hotel Rwanda) إنتاج 2004، الذي أعاد طرح قضية الإبادة الجماعية على الأمم المتحدة. في كل مرة، يملأ الفيلم فراغ القرار السياسي، ويصوغ من الخيال واقعا أكثر صدقا من الواقع نفسه.

    السينما تتسلل إلى قلب السلطة

    ليست كل الأفلام التي تُغيّر السياسة تفعل ذلك بالصوت العالي أو الاتهام المباشر، فأحيانا يكفي أن يُعيد الفيلم بناء الواقع بدقّة مقلقة، ليتحوّل من عمل فني إلى وثيقة تحليلية تُدرّس داخل المؤسسات نفسها.
    هذا ما فعله فيلم "معركة الجزائر" (The Battle of Algiers) للمخرج جيلو بونتيكورفو عام 1966، حين أعاد تصوير ثورة الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي بأسلوب واقعي جعل المشاهد يظن أنه يشاهد لقطات حقيقية. منعت فرنسا الفيلم، لأنه كشف أساليب جيشها في التعذيب، لكنها أعادت عرضه بعد عقد من الزمن داخل الأكاديميات العسكرية ليكون مادة تدريبية.
    أما المفارقة الكبرى، فحدثت عام 2003، حين عرض البنتاغون الفيلم في وزارة الحرب الأميركية (وزارة الدفاع حينها) في أثناء حرب العراق، تحت شعار: "كيف تربح معركة وتخسر الحرب؟" وهكذا، تحوّل فيلم عن مقاومة الاستعمار إلى مرجع إستراتيجي في واحدة من أقوى المؤسسات العسكرية في العالم.
    في هذه الحالة، لا تضغط السينما على السلطة من الخارج، بل تتسلّل إلى داخلها. فهي لا تُهاجم، بل تفكّك المنظومة، ولا تدعو إلى الثورة بقدر ما تفضح آليات السيطرة.



    الملصق الدعائي لفيلم "معركة الجزائر" (حساب آي إم دي بي على إنستغرام)

    الفيلم كصرخة شعبية

    كشف الفيلم الوثائقي "السمكة السوداء" (Blackfish) عام 2013، للمخرجة غابرييلا كوبرثويت، قسوة حياة الحيتان القاتلة في حدائق "سي وورلد" (SeaWorld). استعان العمل بشهادات مدرّبين وصور مسرّبة ليعرض قصة الحوت "تيليكوم" الذي قتل مدرّبَين بعد سنوات من الاحتجاز. أحدث الفيلم صدمة جماهيرية واسعة، وخلال أسابيع اندلعت حملات مقاطعة ضد المتنزهات البحرية، في حين ألغت البلديات رحلاتها المدرسية إليها.
    في عام 2014، قُدّم في كاليفورنيا "قانون الحرية للحيتان" (Orca Welfare and Safety Act) استنادا إلى ما كشفه الفيلم، وتمت الموافقة عليه لاحقا لحظر تدريب الحيتان للأغراض الترفيهية. وعام 2016، أوقفت شركة "سي وورلد" عروضها نهائيا، لتبدأ مرحلة جديدة في علاقة الإنسان بالكائنات البحرية.
    تحوّل فيلمٌ وثائقي إلى قوة تشريعية غير رسمية غيّرت واقع صناعة بأكملها، فقد أعاد "السمكة السوداء" تعريف مفهوم المواطنة السينمائية، أي قدرة الفيلم على تحريك الضمير العام بفاعلية تفوق البيانات والتقارير. وفي زمن تتسارع فيه وسائل التواصل، انتقلت صرخة الشاشة من المشهد إلى الشارع، ثم إلى البرلمان. هنا، لا يغيّر الفيلم العالم بمفرده، بل يخلق لحظة وعي جماعي تُجبر العالم على التغيير.



    الملصق الدعائي لفيلم الوثائقي "السمكة السوداء" (حساب آي إم دي بي على إنستغرام)

    حين يصبح الخيال مرآة للسياسة

    فضح فيلم "لا تنظر لأعلى" (Don’t Look Up) للمخرج آدم مكاي، الصادر عام 2021، غياب المستقبل في الوعي السياسي الحديث. يروي العمل قصة مذنّب يتجه نحو الأرض بينما تتجاهله الحكومات والإعلام حفاظا على المصالح الانتخابية. ورغم طابعه الخيالي، فإنه تشريح ساخر لشلل القرار السياسي أمام أزمة المناخ. فالمذنّب ليس إلا رمزا لكوكب الأرض نفسه، المهدَّد بالفناء وسط إنكار جماعي وصمت مؤسسي.
    لم يقدّم الفيلم حلولا، بل وضع العالم أمام مرآته. وقد قال بطله ليوناردو دي كابريو إن العمل "يحاول قول الحقيقة التي لا يجرؤ السياسيون على قولها". بهذا المعنى، يتحوّل الفيلم إلى خيال سياسي لم يتحقق بعد، وإلى مشروع أخلاقي يُعيد تخيّل السياسة كما ينبغي أن تكون، لا كما هي.
    بعد عرضه على منصة نتفليكس، تصدّر الوسم الخاص به أكثر من 80 دولة، وكتب عدد من علماء المناخ مقالات استشهدوا فيها بمشاهد من الفيلم لتفسير سلوك السياسيين في الواقع. وهكذا، تجاوز العمل حدود الترفيه ليصبح أداة تفكير جماعي في مصير العالم، تذكّرنا بأن الخيال أحيانا أصدق من الواقع



    "لا تنظر لأعلى" فيلم كوميديا سوداء أميركي من كتابة وإخراج آدم مكاي (مواقع التواصل)

    من فيلم "اليوم التالي" الذي جعل ريغان يعيد التفكير في سباق التسلح، إلى "معركة الجزائر" الذي درسته الجيوش، و"السمكة السوداء" الذي غيّر القانون، و"لا تنظر لأعلى" الذي فضح عجز السياسة أمام الكارثة، يتضح أن السينما لم تعد ظلّا للسياسة، بل شريكها الخفيّ، الذي يسبقها حين تتردد، ويفضحها حين تتقاعس، ويلهمها حين تفشل.
    وفي عالم تُدار فيه الحروب بالصور، تصبح الشاشة برلمانا رمزيا يناقش فيه الفنّ ما تعجز عنه السياسة.
    وحين تتحلى السينما بالجرأة، لا تكتفي بالتمرد على القواعد الجمالية، بل تتخذ قرارات لم يجرؤ عليها السياسيون، لأن الفن، في جوهره، هو أكثر أشكال السياسة صدقا وحرية.

  2. #2
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,938 المواضيع: 121
    التقييم: 3481
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    فعلا هناك افلام مؤثرة جدا ،شكرا على الموضوع عاشت الأيادي.

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين مشاهدة المشاركة
    فعلا هناك افلام مؤثرة جدا ،شكرا على الموضوع عاشت الأيادي.

    اهلا ومرحبا
    نورتيني

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال