استشاري يحذر: تنميل اليدين قد يخفي كارثة في الحبل الشوكي
حذر استشاري جراحة العمود الفقري، الدكتور محمد الشردان، من مغبة إهمال أعراض قد تبدو بسيطة، مثل تنميل أو ضعف اليدين.
وأكد الشردان أن هذه العلامات قد تمثل مؤشراً مبكراً على اعتلال خطير في الحبل الشوكي، ناجم عن انضغاط فقرات أو غضاريف الرقبة.
ولمساعدة الأفراد على تقييم خطورة حالتهم، حدد الاستشاري أربع علامات استفهام رئيسية: هل يوجد ضعف ملحوظ في اليد؟ هل تسقط الأشياء من اليد دون قصد؟ هل يجد الشخص صعوبة في مهام بسيطة كفتح عبوة ماء؟ وهل يعاني من تنميل في أطراف الأصابع أو يفقد توازنه أثناء صعود الدرج؟
وشدد الدكتور الشردان على أن وجود ثلاثة من هذه الأعراض أو أكثر مجتمعة، يستدعي مراجعة طبية عاجلة ومباشرة لمختص في جراحة العمود الفقري.
وأرجع المشكلة في الغالب إلى انزلاق غضروفي عنقي يضغط مباشرة على الحبل الشوكي، مما يعرقل تدفق الإشارات العصبية من المخ إلى الأطراف.
وفي معرض شرحه لخطورة الحالة، شبّه الشردان الحبل الشوكي بـ ”الكابل الرئيسي“ للجسم، المسؤول عن نقل الأوامر العصبية.
وأوضح أن أي ضغط عليه يضعف هذا التواصل الحيوي، مسبباً ضعف العضلات، أو التنميل، أو اضطرابات الحركة التي قد تتفاقم مع إهمال العلاج.
وعلى صعيد الوقاية، ربط الدكتور الشردان بين تزايد هذه الحالات وبين العادات اليومية الخاطئة، داعياً إلى تصحيح فوري لطريقة الجلوس، خاصة لمن يقضون ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية.
وأوصى بضرورة أن تكون الشاشة في مستوى النظر، مع رفع الهاتف إلى مستوى العين بدلاً من حني الرقبة للأسفل.
وأكد أن ممارسة الرياضة بانتظام، كالجري والمشي السريع والسباحة، تلعب دوراً محورياً في تقوية عضلات الرقبة والظهر، مما يزيد مرونتها ويقلل خطر الانزلاقات الغضروفية.
وفي سياق متصل، أشار الشردان إلى التدخين كأحد أخطر العوامل المسببة لتلف الغضاريف.
وبيّن أن التدخين يقلل تدفق الدم إلى الفقرات، مؤدياً إلى جفاف الغضاريف وفقدانها لمرونتها، الأمر الذي يسهل خروجها من مكانها وضغطها على الحبل الشوكي، مؤكداً أن الإقلاع عن التدخين خطوة جوهرية لصحة العمود الفقري.
ونصح الاستشاري الموظفين، الذين يتطلب عملهم الجلوس طويلاً، بأداء تمارين تمدد بسيطة للرقبة كل نصف ساعة تقريباً.
وتشمل هذه التمارين إحناء الرأس نحو الصدر لثوانٍ معدودة ثم رفعه للأعلى، وإمالة الرأس يميناً ويساراً، وذلك للحفاظ على ليونة الفقرات ومنع تيبس العضلات.
وأكد على أن الوعي بأساسيات الجلوس الصحي والنشاط البدني المنتظم يمثلان خط الدفاع الأول ضد أمراض العمود الفقري، داعياً إلى تعزيز الثقافة الصحية في أماكن العمل والمؤسسات التعليمية لحماية الأجيال من مشكلات مزمنة يمكن تجنبها.






رد مع اقتباس