من خلال مشوار العمرِ .. جبتُ البحار والمحيطات .. والسهولِ والوديان .. وَ الأنهار والغابات .. وَ رأيت المدن العملاقة وَ ما أحاطَ بِها .. وَ رأيت صبغة التكلّف الغالبة على طباعِ سكّانها .. وَ رموزٌ لازالت فتيّة تملئ البقاع .. لايبلغ صداها سوى بضع مئات من السنين .. تحيطها بهرجة تذهب العقولِ .. قد اِبتكرت مراسيم غريبة نائيةً بنفسها كلّ النأي .. تروم الاِرتقاء نحوَ القمّةِ سريعاً .. غيرَ آبهة للأعراف .. تَدحَر كلّ من يقف قبالتها بغيرِ حقّ ..لتؤسِّسَ حضارة ما .. وَعولمة ما .. ومُثُلٍ ما .. وَ طباع يشوبها الخداع .. قد لاقت من استحسان البعض من الطارئين عليها .. ممّن يشكونَ عقدة الأصل .. فلبثوا اِليها .. وَ صفّقوا لها .. واِبتهجوا لمباهجها..بعدَ أن وعدتهم بأحلامِ زيفٍ .. اِستمالَت لها زُمرةً من سفاسفِ الأرضِ وأراذلها .. اِمارتهم سفيهة .. وَ هيئتهم مبتذَلة .. وأصولهم حقيرة .. قد عاثوا بالأرضِ فساداً .. حتى ارتكبوا كلّ نقيصةٍ قد تمرّغت بها لحاهم الدميمة .. فامتدّت يد المَكر نحوَ هامة العراق لتطيحَهُ .. نحوَ حضارة آشور وأكد والحضر .. نحوَ مملكة بابل العظيمة .. نحوَ سومر .. نحوَ مملكة لَكش وَمدينة كيش .. نحوَ بغداد والكوفة وَنحوَ البصرة ونينوى .. نحوَ الثور المجنّح .. نحوَ أصغر قطعة أثريّة آشوريّة .. أو حتّى جرّة سومريّة بذراعٍ واحدة .. هيهات هيهات ياأقوام السفهِ وَ السفالةِ وَ الوضاعة .. هيهات هيهات أيّها العتاة الأوغاد .. ألا تُعساً لكم وَ لمذاهبكم .. ماأنتم الّا طارئون .. وَسَيبقى العراق شاهقاً .





ويبقى العراق

رد مع اقتباس