استئناف نينوى: 13% من قضاة المحافظة استشهدوا دفاعا عن العدالة بمواجهة الإرهاب



أكدت محكمة استئناف نينوى اليوم الأحد، أن مواجهة التطرف تتطلب مواجهة الفكر بالفكر، مشددة على أهمية تبني منهج الحوار والتأهيل في إعادة دمج النازحين بعد سنوات من الإرهاب، فيما كشفت أن المحافظة فقدت 13% من قضاتها شهداء خلال المعارك ضد التنظيمات الإرهابية.
وقال نائب رئيس محكمة استئناف نينوى القاضي عامر مرعي الربيعي، خلال مؤتمر التعايش السلمي لإعادة النازحين الذي عُقد في جامعة الموصل، لوكالة اﻷنباء العراقية (واع) ، إن "المؤتمر يحمل عنوانًا استراتيجيًا لمكافحة التطرف والتعايش السلمي، لأن الفكر لا يمكن محاربته بالبندقية، وإنما بالفكر المقابل".
واضاف، أن "قضاة نينوى والقوات الأمنية قدموا تضحيات كبيرة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار، حيث قدمت المحكمة وحدها ما نسبته 13% من قضاتها شهداء، وهي أعلى نسبة مقارنة بالمؤسسات الأخرى"، داعيا إلى "مواصلة عقد المؤتمرات الفكرية لتعزيز التسامح والاندماج المجتمعي".
من جانبه، أوضح مدير مركز الدراسات الاقليمية في جامعة الموصل طارق قصار لوكالة الانباء العراقية (واع)، أن "المؤتمر يأتي في إطار برامج الجامعة لمكافحة الفكر المتطرف"، مشيرا إلى أن "المرحلة الحالية تتطلب التركيز على إعادة دمج العائلات العائدة من مخيم الهول ضمن المجتمع العراقي عبر حلول قانونية واقتصادية واجتماعية".
كما أكدت عميدة كلية العلوم الأستاذة هيام عادل الطائي أن "الفكر المتطرف لا يُعالج إلا بالفكر"، داعية إلى "استخدام أدوات دينية ومجتمعية وأخلاقية لإعادة تأهيل فئات المجتمع المتأثرة بالفكر الإرهابي".
بدوره، شدد مدير مكافحة الإرهاب الفكري في نينوى رامي العبادي في حديثه لـ (واع) على "أهمية عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات العلمية التي تجمع العراقيين من مختلف المكونات"، مشيرًا إلى أن "نينوى اليوم تعود إلى سابق ازدهارها بفضل تضحيات الأجهزة الأمنية، وتعاون رجال الدين وشيوخ العشائر، وجهود المؤسسات الأكاديمية والإعلامية".
وأكد المشاركون أن التعايش السلمي وإعادة بناء الإنسان هما الركيزتان الأساسيتان لترسيخ الاستقرار في نينوى والعراق عمومًا، وأن الفكر المتطرف لا يمكن القضاء عليه إلا من خلال الفكر المستنير والحوار البنّاء.