النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

زحمة الحياة

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 90 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أفانين القلب
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,662 المواضيع: 9,072
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31483
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    مقالات المدونة: 1

    زحمة الحياة

    زحمة الحياة
    في زحمة هذا العالم الرقمي، معظمنا نعيش في ما يشبه ”الحياة على وضع الطيران الآلي“. نُنجز المهام، نردّ على الرسائل، نتابع الأخبار، نستهلك كل جديد، بينما في الداخل شيءٌ ما يخفتُ تدريجيًا.. الشعور بالحياة الحقيقية. أحياء، نعم بكل تأكيد، لكننا أبعد ما نكون من ”العيش“ الحقيقي. نركض بلهفة وكأننا نخشى أن نتأخر عن شيءٍ لا نعرفه، بينما في الحقيقة ما نتأخر عنه هو أنفسنا.
    ما من زمنٍ أغرى الإنسان بالتيه كما يفعل هذا الزمن. فالإعلانات لم تعد تبيعنا منتجات بقدر ما تبيعنا أوهامًا عن السعادة حتى أصبحنا نُقاس بما نعرض لا بما نُخفي، وبما نملك لا بما نُكنّه في أعماقنا. ومع كل خطوة نخطوها نحو ما نسميه ”حداثة“، نفقد شيئًا من صدقنا الأول، من ذاك الهدوء الداخلي الذي كان يمنح الأشياء معناها الحقيقي.
    القلق لم يعُد طارئًا، بل صار هو القاعدة الجديدة للحياة. ننام منهكين لا من العمل، بل من التشتت. نُرهق أنفسنا بمحاولات التوازن بين ما نريد فعله وما نُجبر عليه. وحتى لحظات الراحة لم تعد راحة، لأن عقولنا تظل متصلة بكل ما يدور خارجنا. وفي هذا الخضم، لم يعُد السؤال ”كيف نعيش..؟“ بل ”كيف نحيا دون أن نفقد أنفسنا..!“.

    الخطوة الأولى لاستعادة تلك الحياة هي التوقف. لا لنعاود الركض مجددا بشكل جنوني، بل لنصمت قليلًا ونصغي إلى ما بداخلنا. أن نسأل أنفسنا بصدق.. متى آخر مرة شعرنا فيها أننا أحياء فعلاً..؟ متى تفاعلنا بعمق مع ما نفعل..؟ ومتى كان آخر لقاء صادق جمعنا وذواتنا..! هذه الأسئلة ليست ترفًا فلسفيًا، بل بداية النجاة بعيدا عن العيش الآلي الذي يسلبنا الدهشة والمعنى.
    لكي نستعيد إحساسنا بالحياة، علينا أن نعيد النظر في جداولنا اليومية. أن نملأها بما ينعش أرواحنا لا بما يستهلكها. فالحيوية لا تأتي من كثرة الأنشطة، بل من اختيار ما يمنحنا طاقة صافية. ربما يكون ذلك في لحظة تأملٍ قبل الفجر، أو نزهةٍ بلا هاتف، أو حديثٍ حقيقي مع من نحب. المهم أن نزرع في يومنا فسحةً نعود فيها إلى ذلك الإنسان..!
    لا تقل إن الحياة الهادئة مستحيلة في هذا العصر، فالمشكلة ليست في العالم، بل في طريقة العيش التي ارتضيناها لأنفسنا. العالم كان وسيبقى مزدحمًا، لكننا نستطيع أن نختار مستوى الضجيج الذي نسمح له بالدخول إلينا. السكينة لا تُشترى، بل تُمارس. تُبنى من لحظات صغيرة نختارها بوعي، من قول ”لا“ لما يُرهقنا، ومن الاكتفاء بما يجعلنا بخير.
    في النهاية، الحياة الرائعة ليست تلك التي تخلو من العثرات، بل تلك التي يكون الإنسان فيها على وفاقٍ مع نفسه. أن يعرف ما يريد، وأن يتقبّل ما لا يمكن تغييره، وأن يُصغي إلى نداء روحه قبل أن يذوب صوته في صخب العالم. فربّ إنسانٍ يعيش حياة بسيطة، لكنها مليئة بالسكينة، وقد تكون أعمقُ ثراءً ممن يمتلك كل شيءٍ إلا نفسه..!

  2. #2
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 22,961 المواضيع: 3,732
    صوتيات: 220 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 20004
    مزاجي: ReLaX
    موبايلي: HONOR 400 Pro
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 4
    مموضوع لطيف


  3. #3
    مراقبة
    أفانين القلب
    نورت بحضورك الرائع

  4. #4
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: March-2025
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 200 المواضيع: 1
    التقييم: 183
    أكلتي المفضلة: شاورما
    موبايلي: شاومي 2025
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    احسنتم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال