النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

من ألم الفقد إلى وعي البقاء

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 92 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أفانين القلب
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,662 المواضيع: 9,072
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31483
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    مقالات المدونة: 1

    من ألم الفقد إلى وعي البقاء

    من ألم الفقد إلى وعي البقاء‎
    عندما يُغيّب الموت عزيزًا لك، فكأنما يُنتزع قطعةً من قلبك، وجزءًا من عافيتك، والكثير من حيويتك. وقد تفارقك الفرحة والبسمة التي تعلو دائمًا وجهك.
    فبعد الرحيل ترتسم مشاعر الحزن والكآبة على صفحة أيامك وساعاتك، وترى الحياة بلون باهت، غابت عنه كل ألوان البهجة والفرح. تفقد جمالها ولذتها، بل يصبح طعمها مرّ المذاق، وتشعر بأن نَفَسك ضيّقٌ حرج، وكأنما يصعد إلى السماء، وكأنك لا تملك القدرة على مواصلة العيش دون هذا الفقيد.
    يبدأ كل شيء فيك يذبل، حتى العمر ولو كان في ربيع أيامه، ومصدر الإدراك، وهو عقلك، لا يمكنه استيعاب فقده.
    ومع مرور الوقت، يبدأ القلب في فهم ما وراء الفقد…
    وبصيرتك تزداد وضوحًا، فتدرك أن الغياب ليس نهاية، بل تذكير بحقيقة الدنيا.
    إنه الرحيل الذي اقترب منا، وإن طال بنا البقاء.

    حقيقةٌ مرّة غابت خلف مغريات هذه الحياة الفانية، ترى نفسك تجري خلفها لتُبعدك عن الاستعداد لهذا اليوم والتهيؤ له. تبعدك عن هدفك السامي الذي من أجله أوجدك الخالق في هذه الحياة.
    وتنكشف عن بصيرتك الحجب التي كانت تغطيها، لترى ما وراء المغيّبات، وكأن الأعمار كأوراق الشجر تتساقط الواحدة تلو الأخرى كلما هبّت رياح الموت بجانبها، إلى أن يأتي دورك لتسقط معها.
    وكم هي الدروس والعبر تتراءى أمامنا في كل يوم وفي كل لحظة!
    وها هو الموت يُغيّب كل يوم أحبّةً كبارًا وصغارًا، ليعلن بصمته أن القادم دورك أنت.
    يقول أمير البلغاء (ع): ”عجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت“.
    حقيقةٌ مرّة لا يحب البعض حتى أن يتذكرها، لأن الموت شيء أعلى من مستوى استيعاب العقل البشري، فالخوف منه يأتي من عدم إدراك ما فيه.
    فليس أمامنا إلا أن نزود أرواحنا بزادٍ يبقى بعد الرحيل:

    ذكرٌ طيب، وعملٌ صالح، وتقوى تُضيء لنا طريق الغيب.
    فتعاليم الدين هي طوق النجاة الذي يحملنا في بحر الدنيا، ويقودنا بأمانٍ إلى الآخرة، كما قال تعالى:
    {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: الآية 197]
    فرحيل الأحبة جرح لا يندمل، ولكنه جسر يذكّرنا بحقيقة الدنيا وفنائها، ويشدّنا إلى دار البقاء. وما بين ألمٍ يسكن القلب، وإيمانٍ يرفع درجتك، تتجلّى فلسفة البلاء.
    أنّ الله أراد بنا أن نسمو لا أن ننكسر، وأن نكون سادة الظروف لا عبيدها.
    نستمدّ من محنتنا دافعًا، ومن دموعنا عزيمة، ولنجعل من فقداننا يقظة ورضا.
    اللهم ارحم موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات، ورحم الله من قرأ لأرواحهم الفاتحة المباركة، قبلها الصلاة على محمدٍ وآل محمد.

  2. #2
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: March-2025
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 200 المواضيع: 1
    التقييم: 183
    أكلتي المفضلة: شاورما
    موبايلي: شاومي 2025
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    يعطيك الف عافية

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال