من قلب الكاظمية إلى المنصات العالمية.. بطل الزورخانة جابر صبري يروي حكاية مجده
تعد رياضة الزورخانة من أقدم وأعرق الرياضات التقليدية في العراق، وتمثل مزيجاً فريداً من التدريب البدني والفنون القتالية والعناصر الروحية والثقافية، حيث تجمع بين القوة البدنية والمرونة والتحمل، وتعد تراثاً ثقافياً يعكس التاريخ الاجتماعي والرياضي للشباب العراقي.
وفي حوار لوكالة الأنباء العراقية (واع)، تحدث جابر صبري، الحائز على أكثر من 40 ميدالية ملونة، عن مشواره في هذه الرياضة وأبرز إنجازاته على الصعيدين المحلي والدولي.
وقال صبري: إن " أولى خطواته بدأت من مركز بيت الفتوة في مدينة الكاظمية، وفيه اكتشف المدرب وسيم علي البلداوي موهبته، لتكون خطوته التالية نادي الكاظمية الرياضي وهو بعمر الـ 14 عاماً محباً للعبة وبداخله طموح كبير للوصول الى منصات التتويج وسط إيمان كامل من المقربين منه في بلوغ ذلك الحلم لما يتمتع به من إرادة وإصرار وموهبة كبيرة ".
![]()
وأوضح :" أكثر بطولة تركت أثراً في مسيرته كانت عام 2008 في كوريا الجنوبية، حين كان عمره 14 عاماً، وحصل خلالها على ثلاث ميداليات ذهبية، رغم رفض والده في البداية لمشاركته بسبب صغر سنه وارتباطه بالدراسة".
وحول مشاركاته الدولية، أشار صبري إلى أنه شارك في بطولة آسيا في مدينة أرومية الإيرانية بمشاركة 18 دولة، حيث حصل على الميدالية الذهبية، فيما نال باقي أعضاء الفريق المراكز الثانية. كما أضاف: "قبل البطولة الأخيرة، خضنا معسكراً تدريبياً لمدة خمسة أيام، ضمن البرنامج المجاني الذي يقدمه الاتحاد الدولي لجميع الدول المشاركة".
![]()
وتحدث عن إنجازاته في عام 2011، حيث شارك في بطولتين خلال شهر واحد، الأولى كانت بطولة العالم للمتقدمين في بيلاروسيا، والثانية بطولة الشباب في طاجيكستان، وحقق خلالهما ست ميداليات ذهبية. وأضاف: "حصلت على لقب رياضة الزورخانة في إيران رغم المنافسة الشديدة، وهذا يعكس الجهد الكبير الذي بذلته على مدى سنوات".
وبين أن:" آخر ميدالية حصلت عليها كانت تحمل فرحة أكبر، فالوصول إلى القمة صعب، لكن الحفاظ عليها والاستمرار على نفس المستوى أكثر صعوبة".
![]()
وعن تجربته التدريبية الدولية، قال صبري: "عملت كمدرب لمنتخب بيلاروسيا عام 2018 بدعوة من الاتحاد الدولي، وتدرب المنتخب لمدة 25 يوماً وحقق المركز الثاني في أوروبا في بطولة جورجيا، وحصلت على كتابي شكر وتقدير من الاتحاد البيلاروسي، بالإضافة إلى تقدير خاص من المصارع العالمي أليكسندر مدفيد".
وأشار صبري إلى التحديات التي تواجه الزورخانة في العراق، حيث توجد فقط 4 قاعات و40-50 لاعباً مقارنة بـ 3500 نادٍ و10 ملايين ممارس في إيران، مؤكّدًا على ضرورة دعم الاتحاد العراقي للعبة وإنشاء أكاديميات رياضية في المحافظات.
وأوضح: "الحب والإصرار على اللعبة، وروح الفريق الجماعي رغم كونها فردية، بالإضافة إلى التدريب المستمر، هي عوامل نجاح أي لاعب". وأضاف أن نادي الكاظمية الرياضي يقدم دعماً مالياً ومعنوياً مستمراً، ويوفر قاعة بمساحة 200 م2 مع جميع المستلزمات مجاناً لاكتشاف الجيل الجديد وتطوير واقع اللعبة".
![]()
وتابع صبري حديثه بالقول: "أدير حالياً أكاديمية للشباب والناشئين في نادي الكاظمية لضمان استمرار اللعبة وصقل المواهب الجديدة، بهدف رفع مستوى رياضة الزورخانة في العراق ومواصلة الزعامة العالمية لها".
وفي ختام لقائه وجه صبري شكره وامتنانه لصاحب الفضل الأكبر المدرب وسيم علي البلداوي، الذي اكتشفه ورافقه منذ نعومة اظفاره وصنع منه بطلا تهابه الأبطال وتفخر به منصات التتويج، مستمداً الدعم بكل أشكاله من نادي الكاظمية ورئيسه سعد عبادي الذي لم يدخر جهداً او دعماً إلا وقدمه للبطل في سبيل رفع راية العراق في المحافل الدولية .






رد مع اقتباس