أنصار الإمام الحسين (ع): نصر مولى أمير المؤمنين
نَصْر مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، أحد الموالين الذين ثبتوا مع الإمام الحسين (ع) واستُشهدوا في كربلاء،
الاسم والنسب: هو نَصْر مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، ويُعرف أيضًا في بعض المصادر بـ نصر الهاشمي أو نصر مولى علي.، وكان من المعتَقين المخلصين لأمير المؤمنين (ع)، ثم ظلّ على نهج ولاء أهل البيت (عليهم السلام)، حتى التحق بالإمام الحسين (ع) في نهضته المباركة.
سيرته وولاؤه: عاش نصر رضوان الله عليه في بيت الإمام علي (ع)، بيت العلم والعبادة والجهاد، فامتلأ قلبه إيمانًا وعقلاً بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام). ويُقال إنّه من التابعين المقرّبين، عاصر أمير المؤمنين والأمام الحسن عليهما السلام، ثم واصل ولاءه للإمام الحسين (ع) بعدهما، وكان معروفًا بالتقوى والورع وصدق النية، كما كان من أولئك الموالين الذين لم يبدّلوا ولم يغيّروا، رغم قسوة الظروف وتقلّب الناس.
موقفه في كربلاء: حين خرج الإمام الحسين (ع) من المدينة، التحق به نصر بإيمانٍ لا تردّد فيه، وسار معه في كل مراحل المسير حتى نزلوا كربلاء.
وفي يوم عاشوراء، قاتل بين يدي الحسين قتال الأبطال، ثابتًا على الحق حتى نال الشهادة رضوان الله عليه.
ذكره في الزيارات: ورد اسم نصر مولى أمير المؤمنين عليهما السلام صريحًا في زيارة الناحية المقدسة التي يُنسب نصّها إلى الإمام المهدي (ع)، وهو من أوثق ما يثبت مقام الشهداء عند أهل البيت (عليهم السلام): ”السلام على نصر مولى أمير المؤمنين“. هذا السلام شهادة بخلوده ومكانته عند الله، إذ لا يُذكر في الزيارة إلّا مَنْ ثبت نصه في كربلاء وكان من صفوة الأنصار والشهداء.
منزلته ودلالتها: إنّ ذكر نصر (ع) في زيارات الشهداء يُظهر الوفاء العميق للمدرسة العلوية التي أنجبته: مدرسة الإخلاص، والصدق، والوعي. فهو واحد من أولئك الموالي الذين رفعهم الإيمان فوق طبقات المجتمع، فجعلهم في صفّ الأحرار والسادة. وكانت كربلاء امتحانًا حقيقيًا للمحبة الصادقة، حيث ثبت نصر رضوان الله عليه ليؤكد أنّ الولاء ليس شعارًا بل تضحية حتى آخر نَفَس.
تأمل تربوي وإيماني:
قصة نصر مولى أمير المؤمنين (ع) هي صوت المبدأ حين يُختبر بالإخلاص. فقد كان عبدًا ثم صار حرًّا بالإيمان، خادمًا ثم صار من السادة بالشهادة. فقد علّمنا نصر أنّ الولاء لا يُورث، بل يُختبر، وأنّ خدمة الحق أرفع من أي نسب أو مكانة. لقد حمل في قلبه ميراث عليٍّ في الشجاعة، وميراث الحسين في الفداء، فصار اسمه عنوانًا للصدق والحرية.
إنّ وجود أمثال نصر وسليمان وقُرّة بين شهداء الطفّ يذكّرنا أنّ كربلاء كانت ثورة المساواة في ميزان الله، حيث يُوزن الناس بصفاء نياتهم لا بأصولهم، وبقيمة عطائهم لا بعدد أسمائهم.
المصادر:
• الشيخ السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين.
• السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 7.
• ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب.
• المامقاني، تنقيح المقال.
• زيارة الناحية المقدسة.
السلام على نصر مولى أمير المومنين (ع) يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.