دراسة: ”الأرز الأسود“ كنز علاجي يخفض السكري والكوليسترول
سلطت دراسة علمية حديثة الضوء على الفوائد الصحية الواسعة للأرز الأسود، مشيرة إلى إمكاناته العلاجية وتطبيقاته الصناعية التي قد تمنحه مكانة أكبر في الأنظمة الغذائية الحديثة.
ويأتي هذا الاهتمام في وقت يشكل فيه الأرز حجر الزاوية الغذائي لنحو نصف سكان العالم، حيث يعتمد عليه مليارا شخص في تأمين ما يصل إلى 70% من سعراتهم الحرارية اليومية.
ويتميز الأرز الأسود، الذي يُعرف تاريخياً بـ ”الأرز المحظور“ أو ”الإمبراطوري“، بغناه الفائق بمضادات الأكسدة، وتحديداً ”الأنثوسيانين“، بمستويات تفوق تلك الموجودة في التوت الأزرق.
وأوضحت الدراسة أن نخالة الأرز الأسود وحدها تضم أكثر من 80% من مركباته النشطة، بما في ذلك الأحماض الأمينية الأساسية، والمعادن الحيوية كالزنك والسيلينيوم والحديد، وفيتامينات ”ب“ و”ه“.
وكشفت المراجعة العلمية أن الأرز الأسود يمتلك خصائص واضحة مضادة للسكري، بفضل قدرته على تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن تحلل الكربوهيدرات، مما يساهم في تقليل امتصاص الجلوكوز في الجسم. كما يلعب ”النشا المقاوم“ الموجود فيه دوراً في تحسين حساسية الأنسولين، وهو ما أكدته دراسات حيوانية أظهرت تحسناً ملحوظاً في توازن الجلوكوز.
وفيما يتعلق بصحة القلب، أظهرت الأبحاث أن مركبات الأنثوسيانين تساهم بفاعلية في خفض امتصاص الكوليسترول.
وأشارت الدراسة إلى تجارب أدت فيها مستخلصاته إلى انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول الضار ”LDL“ بنسبة تصل إلى 22%، فضلاً عن تعزيز نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة في الجسم.
ولم تتوقف الفوائد عند هذا الحد، حيث بينت الدراسة أن مركبات نخالة الأرز الأسود تلعب دوراً في حماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي.
وأظهرت أبحاث مخبرية قدرة بعض مركباته على التخفيف من العواصف الالتهابية، كتلك المصاحبة لفيروس ”سارس - كوف -2“، إضافة إلى توثيق خصائص مضادة للنقائل ”انتشار الأورام“ في مركباته الرئيسة.
وتناولت الدراسة أيضاً تأثير طرق المعالجة على قيمته الغذائية؛ حيث تبين أن ”الإنبات“ يزيد من المركبات المفيدة مثل حمض غاما - أمينوبوتيريك ”GABA“، بينما يؤدي ”الطحن“ إلى انخفاض كبير في محتوى الأنثوسيانين. وفي التطبيقات الصناعية، وجد الباحثون أن استخدام دقيق الأرز الأسود في المخبوزات والمعكرونة ينجح في خفض المؤشر الجلايسيمي للمنتج النهائي.
ورغم هذه النتائج الواعدة، أشار الباحثون إلى وجود فجوات تستدعي المزيد من الدراسات السريرية البشرية طويلة المدى.
كما تواجه زراعة الأرز الأسود تحديات واقعية تتعلق بانخفاض إنتاجية محصوله وارتفاع تكاليف زراعته مقارنة بالأرز التقليدي، ما يجعله مكوناً واعداً ومطلوباً في صناعة الأغذية الوظيفية والملونات الطبيعية.