بسم الله الرحمن الرحيم
الشخصية الشيعية
بعد 2003
من حيث طريقة التفكير تحولت الى نسخة معدلة
من
الشخصية السنية قبل 2003
كلا الشخصيتين يعانيان من غياب المثل الاعلى الحقيقي كبوصلة امان
ففي الوقت الغابر وجدنا الشخصية السنية تتغنى ببطولات ناس مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص ومعاوية حتى وصل الحال والمقال الى التغني بشخصية مثل صدام الامر الذي يجعل هذا السلوك يدخل تحت عنوان عبادة الطاغوت التي سببها انعدام الالتزام بمثل اعلى صالح
ما جعل الشخصية السنية الى الان تتصرف وفق عموميات غائمة دون الالتفات للتفاصيل
( لمن سيعترض على الاسماء اعلاه راجع تواريخ تفصيلية عنهم كقضية زوجة مالك بن نويرة التي زنى بها خالد
وقضية غدر بن العاص ببعض من صحبهم قبل اسلامه وهربه باموالهم
وقضية بيع معاوية لنساء مسلمات من همدان وجعل ثمن كل واحدة منهن على قدر عظم ساقها المكشوفة في سوق المسلمين)
اما العموميات
فخذ مثلا الاحكام العامة الاتية
الحسين خرج على خليفة زمانه
المغيرة بن شعبة الزاني صحابي جليل وقائد فتوح
الدولة الاموية اعزت الاسلام
وبنت دولة اسلامية يهابها الكفار
هذه هي بعض ملامح الشخصية السنية
اما ...
الشخصية الشيعية فانها كانت تملك رصيدا تفصيليا لكل ما تفتقده
الشخصية السنية قبل ان تفرط فيه شيئا فشيئا
الشخصية الشيعية كانت
تهتم بالتفاصيل بادق صورها
فمثلا كان من الصعب جدا ان تجد شيعيا ينخرط بصلاة جماعة دون أن يسأل ويستفسر وينقب عن حال امام الصلاة
الى ما بعد 2003 وسريان لذة السلطة على قلوب الطامحين لتبدأ ملامح الشخصية السنية الانفة الذكر تتسرب الى الشخصية الشيعية
لدرجة ان صار التفريق بين طريقة تفكيرهما عسيرا
فمثلا اصبح التدقيق بالتفاصيل قد يجعلها عرضة لخسارة مكتسبات مهمة اهمها الشعور بالسلطة
ذاته الشعور بالسلطة اللي اطاح بالشخصية السنية وافقدها مرجعيتها الفطرية
لاجل ذلك شيعيا ..
و بعد ان كان علي بن ابي طالب بما يمثل محور تفكير الشخصية الشيعية قبل 2003
انسحب هذا المحور لاسباب كثيرة وخطيرة
لتشغله اسماء جديدة
لا تختلف مطلقا عن المغيرة او معاوية او خالد او هارون او غيرهم
ولان هكذا شخصيات احتلت مشهد الزعامة في الذهنية الشيعية برغم نقائصها ورذائلها الظاهرة
اثرت الذهنية الشيعية ان (تغلس) عن كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي تعاكس ايمانها الجديد الموهوم
لتقع هي الاخرى في فخ عبادة الطاغية الذي سبق لشقيقتها الوقوع فيه
فبرز شعار ما ننطيها كعنوان شيعي اصيل دون ان ينتبه الفرد الشيعي الى ان هذا الزعيم الذي يتحدث بلغة الذبح والصلخ هو نفسه الذي
يتحالف مع من يصدرهم لجمهوره على انهم خطر وجودي ساحق وكأن الامر لا يعدو أن كل طرف من ( الاخوة الالداء) يستخدم نظيره
المذهبي كـ( سوط ) يسوق به قطيع جمهوره الى حيث يشاء
وهكذا
نرى اليوم الشخصية السنية ونظيرتها الشيعية
بلا مرجعية قيمية او مبدئية
عدا مرجعية غريزة البقاء
التي ينجح الزعماء الجدد بتفعيلها متى يشاؤون وبمواسم معينة
وبعيدا جدا
عن كل ماهو اخلاقي او الهي او حتى شرعي
لتحتملا معا عاقبة الخذلان الالهي لهما
لأنك - وكقانون بشري سائد-
في الوقت الذي تسمح لاحدِ ما ان يخدعك مرة واخرى واخرى فانه لن يتوقف عن ذلك حتى توقفه انت عن ذلك.
والتواريخ تكرر نفسها
وسنن الله باقية في الافراد والدول والمجتمعات
بسم الله الرحمن الرحيم
{وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}





رد مع اقتباس