النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

أنتوني هوبكنز.. السير يروى سيرته السينمائية

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 57 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 44,007 المواضيع: 12,389
    التقييم: 32206
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة

    Rose أنتوني هوبكنز.. السير يروى سيرته السينمائية


    رغم بلوغه الثمانين، لا يزال هوبكنز يمارس التمثيل ويواصل إبداعه الفني بشغف واضح (غيتي إيميجز)
    في المشهد الختامي من فيلم "حدوتة مصرية"، أحد أجزاء السيرة الذاتية للمخرج شاهين، يفيق "يحيى" في حجرته بالمستشفى بعد تخدير دام ساعات في جراحة بالقلب. تدخل الممرضة معتذرة لأنها تركته وحيدا لبعض الوقت، لكنه يخبرها بسعادة "لم أعد وحيدا بعد الآن". كانت تلك لحظة مصالحة نادرة بين الرجل والطفل الذي كانه، بعد صراع استمر العمر كله، مصالحة منحته سلاما داخليا طال انتظاره.
    في سياق مشابه، صدر حديثا كتاب بعنوان "لقد نجحنا يا صغيري" (We Did OK Kid) ليطرح مصالحة من نوع آخر، عبر مذكرات السير البريطاني أنتوني هوبكنز، أحد أبرز الأسماء في تاريخ السينما. يستعرض فيها محطات سيرته الذاتية، حاملا رسالة موجهة إلى ذلك الطفل الويلزي الخجول الظاهر في صورة قديمة بجانب والده، وقد بات بينهما الآن أكثر من ثمانية عقود، كأنه يمد يده عبر الزمن ليطمئنه: لقد عبرنا الطريق بكل عثراته، فهنيئا لك يا صغيري على سلامة الوصول، أقل خوفا وأكثر معرفة بأنفسنا.
    صدر الكتاب عن دار نشر سايمون آند شوستر في الولايات المتحدة، متاحا ورقيا وإلكترونيا، إلى جانب نسخة صوتية يقرأها أساسا الممثل والمخرج البريطاني كينيث براناغ، في حين يشارك هوبكنز بصوته في مقاطع مختارة، خصوصا تلك الشعرية، إذ خصص ملحقا يضم 15 مقطعا من قصائده المفضلة، بعدما كان الشعر شاهدا على انتصاراته الأولى في المراهقة، حين طُلب منه إلقاء قصيدة جون ماسفيلد "الريح الغربية". بعد انتهائه، فوجئ باستقبال إيجابي، يقول "لم تكن هناك ابتسامات ساخرة"، سواء من زملائه أو من معلمه المتحفظ الذي أثنى على أدائه على غير العادة.



    أنتوني هوبكنز اشتهر بقدرته الاستثنائية على تجسيد الشخصيات المعقدة (غيتي)

    طفل برأس فيل

    يصف أنتوني هوبكنز حياته بـ"اللغز الكبير"، لغز لم يصدقه على مدى سنواتها المديدة وهو يحتفي بها في الوقت ذاته، يقول "في الـ88 من عمري، أدركت تماما كم أن الحياة قوة عظيمة، وأدركت أيضا عظمة الفناء". في فصل آخر يقول، "أنظر إلى حياتي وأتذكر ذلك الصبي المسكين، أفكر: كيف حدث كل هذا".
    لا يكتب هوبكنز مذكراته كمن يستعيد انتصاراته، بل كمن يتلمس ندوب الطريق، ماسحا عنها الغبار لتتكشف صورة طفولة تركت أثرا ملموسا على ممارساته المستقبلية، خاصة الصدمة التي أحدثها انتقاله من حياة ابن خباز متواضع الحال إلى ما أصبح عليه لاحقا. ذلك الصبي لم يكن يتوقع منه الكثير، كما يعترف، حتى أن جده كثيرا ما تحسر على حال حفيده، صاحب رأس الفيل، كما يصفونه.
    من الواضح أن هوبكنز عاش صراعا مستمرا على مختلف المستويات، لا سيما في تعامله مع الآخر، رغم أن صورته على الشاشة تبدو عكس ذلك، نراه يصرح "أحارب دائما الرغبة في المضي في الحياة وحدي وتجنب العلاقات خوفا من أن أتأذى". بحصيلة تجاوزت 100 فيلما وعدد من المسرحيات والأعمال الدرامية، انضم أنتوني هوبكنز إلى كتيبة المبدعين الذين تركوا بصمة، لذلك لم يكن من الغريب أن تحظى أعماله بالتقدير الجماهيري والنقدي على حد سواء، بما في ذلك التجارية منها، والتي قد تشكل النصف تقريبا، لكن هذا لم يمنعه من العزف منفردا داخل سيناريو متواضع أو تحت قيادة إخراج هزيل، وأن يكون واحدا من الوجوه القليلة القادرة على احتلال المشهد فور ظهورها على الشاشة.



    هوبكنز يعتبر أحد أهم من جسّد الشخصيات الأدبية والمسرحية، من هاملت إلى هيتشكوك (غيتي)

    الذات في مرآة الذات

    قبل سنوات، قدّم هوبكنز واحدا من أعظم أدواره في فيلم "الأب"، الذي نال عنه أوسكار التمثيل للمرة الثانية في مسيرته. شكّل الفيلم التجربة الأولى في الإخراج السينمائي للكاتب والمخرج الفرنسي الشاب فلوريان زيلر، المعروف في عالم المسرح، ويتناول قصة أنتوني، المهندس المتقاعد الذي يعاني من مضاعفات ألزهايمر، تتفاقم مع إحساس مؤلم بأن ابنته تخلّت عنه بإيداعه دار رعاية للمسنين. تصبح تلك الدار مركزا لتشابك الأزمنة والذكريات، حيث يغادر أنتوني حدود غرفته ليستدعي ماضيه وحاضره ومستقبله، في أجواء شبه شكسبيرية.
    تمكّن هوبكنز من تجسيد الحالة الشعورية لكل لحظة على حدة، متنقلا بين الحالات بمجرد التفاتة أو فتح باب. سلاسة الانتقال جعلت الثمانيني يتنقّل بانسيابية راقص باليه، خاصة في المشاهد التي يستحضر فيها الراحلين ويتحدث إليهم، ومن بينها مشهده الأثير مع والدته.



    هوبكنز يمتلك حضورا طاغيا على الشاشة، قادرا على التحول بين الرعب والعاطفة والضعف الإنساني بسلاسة مذهلة (غيتي)

    في مثل هذه الأيام من عام 2020، افتتح فيلم "الأب" الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي، وبعد 3 أيام فقط من بدء عرضه في مصر، ظهر هوبكنز عبر صفحته الشخصية بشعر أشعث ولحية غير مهذبة، في هيئة يُرثى لها، وكأنه يودّع جمهوره بكلمات مقتضبة، مقتبسا من "هاملت" فكرة الموت، خالطا عمدا بين أنتوني على الشاشة وأنتوني خارجها. في أحد مشاهد الفيلم، حين يحاول إثبات سلامة ذاكرته للطبيبة بذكر تاريخ ميلاده، يتضح أنه تاريخ ميلاد هوبكنز نفسه: الجمعة، 31 ديسمبر/كانون الأول 1937، آخر يوم في الشهر وآخر شهر في العام، وفي بعض التقويمات آخر أيام الأسبوع أيضا.
    تميّزت سيرة هوبكنز بمساحات واسعة من الشفافية والصراحة، نادرا ما تظهر في كتب المشاهير. استخدم تلك الصراحة بذكاء، مشيّدا خطابا أشبه بطقس تطهري، كتابة تجرّد الذات أمام نفسها والجمهور معا. يقول دون مواربة "إدماني كلفني زواجي الأول، وعلاقتي بطفلي الوحيد، وكاد أن يكلفني حياتي". لا يتردد في كشف الأوجه الخفية لنجم سينمائي لامع، بما فيها ما هو مشين أو غير مستساغ، كالاعتراف بنزواته، منطلقا من قناعة وصل إليها "إذا كنت ستعيش، فعليك أن تعيش حقا. ارتكب أخطاء، اسقط عن الحصان، ثم عد إلى السرج وواصل الركوب".
    عانى هوبكنز طويلا من إدمان الكحول، لذا لم يكن مستغربا أن يتوقف عند هذه التجربة المؤلمة أكثر من مرة في كتابه. رحلة انتهت قبل نحو نصف قرن، حين أقلع فجأة عن الشراب في لحظة مفصلية استحقت التوثيق، يقول "في صباح الاثنين، 29 ديسمبر/كانون الأول 1975، سمعت صوتا في رأسي يخبرني: انتهى كل شيء.. الآن يمكنك أن تبدأ العيش".
    هكذا، تتحول المذكرات من سرد ذكريات إلى رحلة فلسفية وإنسانية، تعيد تشكيل صورة هوبكنز كفنان واعٍ بذاته، قادر على تحويل الألم والخطيئة إلى فهم أعمق للفن والحياة، مؤكدة أن العيش يستحق المغامرة، وأن الانتصار لا يقاس بالشهرة وحدها. عن لحظة ولادة فكرة الكتاب يقول هوبكنز "هناك صورة أحتفظ بها في هاتفي لي مع أبي على الشاطئ حين كنت طفلا. كثيرا ما أعود إليها لأهمس لذلك الصبي: لقد فعلناها يا صغيري".

  2. #2
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,952 المواضيع: 121
    التقييم: 3481
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    انتوني هوبكنز واحد من اكفأ الفنانين في السينما العالمية , في احد المرات تفاجأت جدا اثناء مشاهدتي لاحد حفلات عازف الكمان والمايستروالهولندي اندرية ريو ، لما فرقته قامت بعزف سيمفونية كانت من تأليف الممثل العالمي انتوني هوبكنز , يعني هذا فنان عالمي شامل ويستحق كل التقدير.
    شكرا على الموضوع .

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين مشاهدة المشاركة
    انتوني هوبكنز واحد من اكفأ الفنانين في السينما العالمية , في احد المرات تفاجأت جدا اثناء مشاهدتي لاحد حفلات عازف الكمان والمايستروالهولندي اندرية ريو ، لما فرقته قامت بعزف سيمفونية كانت من تأليف الممثل العالمي انتوني هوبكنز , يعني هذا فنان عالمي شامل ويستحق كل التقدير.
    شكرا على الموضوع .


    حياكم الله
    ممنون منكم جدا
    تحياتي وتقديري

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال