"الغرفة الزجاجية" في التحرير.. مبادرة إنسانية لشراء ألف كرسي لذوي الهمم
في قلب ساحة التحرير وسط بغداد، تحت نصب الحرية، تقف “الغرفة الزجاجية” كحكاية ممتدة لعشرة أيام، يدخلها مجموعة من صناع المحتوى، ليس لخلق ضجة أو محتوى سريع، بل لجمع التبرعات لشراء ألف كرسي كهربائي لمن يحتاجونها من ذوي الهمم.
وأعلنت نقابة صناع المحتوى واتحاد نقابات العمال إطلاق أكبر مبادرة إنسانية من نوعها في العراق، مع بث مباشر متواصل يمتد من 21 تشرين الثاني وحتى الأول من كانون الأول.
![]()
وفي هذه الغرفة الشفافة، التي تسمح للناس برؤية كل لحظة، يقيم المشاركون أحمد نبيل (داسكي)، مهيمن علاء، حمادة العاني، ومرتضى محمد، دون مغادرتها طوال مدة الحملة، التزاما بفكرة التحدي ورسالتها.
أحمد نبيل، المنسق الإعلامي للنقابة، عبر لوكالة الانباء العراقية (واع) عن قناعته بأن "كل ألف دينار يمكن أن تصنع فرقًا"، داعيا المواطنين داخل العراق وخارجه إلى المساهمة بما يستطيعون.
ثلاثة ضيوف يوميًا من المؤثرين والناشطين وصناع المحتوى يدخلونها لإجراء جلسات حوارية تبقي التفاعل مستمرًا، وتسلّط الضوء على المعاناة اليومية لأصحاب الإعاقة.
![]()
وخارج الغرفة، تنصب شاشة كبيرة تعرض لحظة بلحظة عدد الكراسي التي تم التبرع بها، فيما يتيح المنظمون للمتبرعين الكبار دخول الغرفة لالتقاط الصور مع المشاركين، بهدف تعزيز التأثير وتشجيع الآخرين على المساهمة.
حرص المنظمون على أن تكون آلية التبرع واضحة وموثوقة.
رقم حساب بنكي مخصص يظهر باستمرار على البث المباشر، مرتبط ببطاقات كي كارد والماستر كارد، ويُحوَّل كامل المبلغ مباشرة إلى الجهات المحددة ، التي تتولى شراء الكراسي الكهربائية وتوزيعها.
كما أوضح القائمون على المبادرة أنهم حصلوا على الموافقات القانونية من الجهات المعنية، إلى جانب دعم وزارة الداخلية وأمانة بغداد ، ما منح الحملة غطاءً رسميًا ومصداقية واسعة.
![]()
رئيس الاتحاد العراقي لنقابات العمال، وليد نعمة فارس، يرى في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع)، أن اختيار ساحة التحرير لم يكن صدفة.
"هي المكان الذي ينشده الجميع لإيصال أصواتهم. رمز للحرية، وفضاء مفتوح لكل العراقيين"، يقول فارس، مشيرًا إلى أن النجاح الإنساني للنقابات ليس جديدًا، إذ سبق لهم تنظيم مباراة خيرية في ملعب الشعب لدعم مرضى السرطان.
من الجانب الآخر، يشعر الناشط مصطفى صلاح الدين، وهو أحد منسقي الحملة الإعلامية، بأن هذه المبادرة تختلف عن سواها.
![]()
يقول صلاح الدين لـ(واع): "أعد نفسي واحدا من هذه الفئة. ما يقدم اليوم ليس استعطافًا ولا تجريحا، إنه احترام لكرامتهم ومحاولة لسد أبسط احتياجاتهم".
ويضيف أن ضعف البنى التحتية من طرق ووسائل نقل يجعل حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على كرسي كهربائي أشبه بامتلاك نافذة جديدة للحياة. حيث المبادرة اجتذبت أسماء لامعة.






رد مع اقتباس