القطيف.. أم تفقد اثنين من أبنائها وتصر على نيل «الماجستير» بامتياز
حصلت زكية علوي آل السيد كاظم، على درجة الماجستير في العمل الاجتماعي بتقدير ممتاز من كلية أكسفورد البريطانية، مسطرةً ملحمةً من الصبر بعدما حولت فاجعة فقدها لاثنين من أبنائها وابن أخيها إلى وقود للإنجاز الأكاديمي.
وضربت آل السيد كاظم أروع الأمثلة في العزيمة والإصرار، متجاوزةً كافة الظروف الاستثنائية التي أحاطت بمسيرتها الدراسية لتحقق حلمها العلمي بتميز واقتدار.
واجهت الباحثة خلال رحلتها الأكاديمية تحديات جسيمة جمعت بين المسؤوليات الأسرية ورعاية الأبناء، وبين أصعب الاختبارات الإنسانية المتمثلة في الفقد المتكرر لأعز ما تملك.
وتجرعت الأم الصابرة مرارة رحيل ثلاثة من شباب العائلة في فترات متقاربة، حيث فقدت اثنين من فلذات كبدها إضافة إلى ابن أخيها، إلا أن هذه الأحزان لم تكسر عزيمتها بل زادتها إصراراً.
واستلهمت ابنة بلدة الجارودية بالقطيف قوتها من الدعم الأسري ومن وصايا والدتها الخالدة التي كانت تحثها دائماً على عدم الاستسلام، مرددة حكمةً شكلت لها طوق نجاة: ”يا بنيتي لا نريد أن نخسر المال والتاجر“، دافعةً إياها للتمسك بالهدف.
وتوجت آل السيد كاظم هذا الكفاح بالانخراط فوراً في سلك التعليم، لتمارس دورها في نشر العلم وغرس القيم التربوية، مترجمةً خبرتها الأكاديمية والحياتية إلى واقع يخدم الأجيال الناشئة.
وأكدت الباحثة أن حصولها على الماجستير ليس سوى محطة انطلاق، كاشفة عن تطلعها الجاد لإكمال دراسة الدكتوراه للمساهمة في تطوير مفاهيم العمل الاجتماعي وخدمة مجتمعها بشكل أعم






رد مع اقتباس