المجرية أغنيس هيرزيغ تحتفي بالوجود والطبيعة بفن الدانتيل
استطاعت المجرية أغنيس هيرزيغ Ágnes Herczeg أن تحول فن الدانتيل بدقته ورقته، لأشجار ونباتات وفراشات ملونة بشكل عقد دقيقة تكتنفها أو تحيطها أو تكملها قطع خشبية وأغصان وفروع أشجار، وما بين سيدات القرية اللواتي يقمن بأعمالهن اليومية من رعي وزراعة وإطعام حيوانات المرعى، وأخريات يجلسن يتفكرن في صنع الله، او يتأملن الطبيعة الساحرة، حالة مدهشة من الفن والإتقان، حيث استطاعت هيرزيغ أن تحول تصميماتها السحرية المشوبة بروح الطبيعة وفطرتها، لأعمال فنية متقنة فتجعل كل قطعة تحفة جديرة بالتأمل.
• فنانة تحتفي بالطبيعة
من أعمال أغنيس هيرزيغ- الصورة من موقع boredpanda.com
من أعمال أغنيس هيرزيغ- الصورة من موقعها الرسمي agnesherczeg.com
لطالما احتفت هيرزيغ بالطبيعة الأم في أعمالها فما بين تقاطع الليونة والصلابة، تعبر عن الوجود والفطرة والكون في رباط يجمع كل شيء معًا، وهو ما تؤمن به في العلاقة بين البشر والطبيعة، وهو ما يجب أن يدركه الجميع. بدأت هيرزيغ العمل بفن الدانتيل عام 2013، فاستخدمت خيوطًا طبيعية من أصل نباتي مثل الكتان والقنب والقطن والجوت والرافيا، عبر العديد من التقنيات، حيث تقنية الدانتيل بالإبرة والذى تقوم بنسجه يدويًا من خلال تثبيت الأربطة والخيوط الرفيعة جداً في مكانها بواسطة عشرات الدبابيس الصغيرة المثبتة في الدانتيل، ويتم تحديد وضع المسامير عادةً بواسطة نمط أو وخز مثبت على السطح، وبمجرد أن تصبح الدبابيس غير ضرورية، يتم نقلها إلى مقدمة التكرار التالي، حتى يظهر التصميم، على أنها أكثر ما تجمع بين هذه التقنية مع تقنية دانتيل الوسادة ثم تقوم بالتضفير..
• فن الدانتيل أو Lacemaking
من أعمال أغنيس هيرزيغ- الصورةمن موقعها الرسمي agnesherczeg.com
وعن عملية النسج تقول هيرزيغ عبر موقعها الخاص agnesherczeg.com :"يعد تحضير الدانتيل بالإبرة عملاً دقيقًا ويستغرق وقتًا طويلاً، ويتطلب درجة عالية من الاهتمام. لافتة لعشقها لتحضير الأربطة بخيوط رفيعة جدًا، حيث كانت تستخدم خيوط ماديرا فيسكوز، إلا أنها حاليًا تفضل العمل بخيوط الحرير الخالص. وتشرح هيرزيغ كيفية يتكون نسيج الدانتيل الرقيق عبر موقعها، حيث يتكون محيط دانتيل الإبرة من أسلاك رفيعة، مما يتيح صلابة مناسبة. ليتم تحديد نمط وكثافة الغرز داخل مساحة رسومات العمل المحدد، وهي عملية تعتمد بالكامل على الارتجال والإحساس الفني، فهي بمثابة الرسم بمساعدة الغرز.
الخطوة الأخيرة بالتصميم هي عملية صباغة الدانتيل، والتي قد تكون المرحلة الأكثر إثارة على الإطلاق، فهذا هو الجزء الذي يتحول فيه النسيج للوحة تشكيلة وحالة مشهدية تحكي قصة مثيرة. وعن إطار اللوحة أو الصورة تقول هيرزيغ "إطار الصور مصنوع من أغصان صغيرة أو لحاء أو قشرة جوز الهند أو أي مادة أخرى تروق لي. يشكل هذا "الإطار" جزءًا تركيبيًا من الصورة". وحسب موقع boredpanda.com تؤكد هيرزيغ أهمية أن تكون قادرة على التعلم باستمرار أثناء عملها الدقيق، وأن تتعامل مع التقنيات بإتقان ومهارة، وتكون لديها جرأة التعامل مع التجارب والمواد والتقنيات الجديدة.
• تصميمات متأملة صامتة تشيع وحدة
من أعمال أغنيس هيرزيغ- الصورة من موقعها الرسمي agnesherczeg.com
اللافت بأعمال النسّاجة المجرية أنها تضع تركيزًا كبيرًا في مرحلة التخطيط للتصميم، حيث يتعين عليها تقديم ليس فقط المحتوى المرئي المميز للصورة، ولكن أيضًا توضيح العناصر الهيكلية وترتيب مراحل العمل، والتي قد تكون في بعض الأحيان معقدة مثل اللغز، على أن معظم أعمال هيرزيغ تبدو لامرأة واحدة وحيدة أو حزينة أو متأملة في هدوء، أو تعمل بتأن مما قد يظهر للمشاهد كثير من تفاصيل حياة الفنانة المجرية والتي تسوقها عبر تصميماتها الدقيقة المنسوجة بتأن وإتقان.
• من هي أغنيس هيرزيغ؟
من أعمال أغنيس هيرزيغ- الصورة من موقع boredpanda.com
من اعمال أغنيس هيرزيغ- الصورة من موقع boredpanda.com
أغنيس هيرزيغ Ágnes Herczeg. هي فنانة ومصممة نسيج، ولدت في المجر وما زلت تعيش هناك في منزل صغير بجوار نهر الدانوب، تخرجت من جامعة الفنون الجميلة في بودابست كمرممة نسيج. وهي تهتم بتقنيات التطريز التي صُنعت بها المنسوجات التاريخية في المتاحف. فقد عملت سنوات طوال كمرممة نسيج بالعديد من المتاحف بالمجر، إلا أن أقرب أنواع النسيج لقلبها هي تقنيات الدانتيل، حيث كرست معظم وقتها لدراسة الدانتيل وتصميمه وابتكار أشكال جديدة من خلال دانتيل الإبرة ودانتيل الوسادة الدوارة ودانتيل العظم ، حيث بكر الدانتيل يكون من العظم أو العاج، كما تعمد إلى إضافات طبيعية من أغصان الأشجار وفروعها الخشبية المنقحة التي يتم معالجتها طبيعيًا لتبدو لامعة.
يذكر أن فن الدانتيل فن قديم جدًا وهو نوعين دانتيل البكرة، وكان مشهورًا في القرن الرابع عشر حتى الثورة الصناعية، ويرتدي نسيجه الفرسان والنبلاء، والنوع الآخر اسمه tatting ، وهو سلسلة من العقد الصغيرة التي يتم إنشاؤها بواسطة المكوكات، وتسمي "دانتيل الرجل الفقير". تم نشر صناعة الدانتيل Lacemaking عن طريق الكلام الشفهي، حيث طورت كل مدينة في أوروبا أسلوبها المميز الخاص بها في العصور الوسطى، كما هو الحال في دانتيل شانتيلي أو بروج، على أن فن الدانتيل قل لحد كبير وأضحى ممارسيه من المصممات كبيرات السن ولا يلقى صدى كبيرًا بين الشابات المهتمات بتقنيات تكنولوجية.
فيديو من أعمال أغنيس هيرزيغ
رد مع اقتباس
, اعمال فنية جميلة جداااا , شكرا على الموضوع عاشت الايادي .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين
