وجه المبعوث الأميركي توم باراك انتقادات حادة إلى السياسة التي انتهجتها الإدارات الأميركية السابقة في العراق، معتبراً أن قوّت إيران وجعلتها تملأ الفراغ.
كما أردف قائلاً في مقابلة مع "ذي ناشيونال" إن "إيران تقدّمت وملأت الفراغ في العراق، لأننا صنعنا هيكلًا جنونيًا جعل الميليشيات الإيرانية تمتلك نفوذًا يفوق نفوذ البرلمان".
واعتبر المبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا أن العراق يشكل مثالاً واضحاً على الأخطاء التي لا يجب أن تكررها الولايات المتحدة. ورأى أن رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني، رجل كفؤ، "لكنه لا يملك سلطة فعلية، لأنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف داخل البرلمان، بسبب الحشد الشعبي وجميع ممثليه داخل البرلمان، الذين يعرقلون الأمر".
كما أضاف أن واشنطن أنفقت الملايين، وأمضت 20 عاماً دون نتيجة تذكر، معتبرة أنها لا تستطيع حلّ هذه المشكلة.

مشكلة سوريا

إلى ذلك، رأى براك أن المشكلة في العراق وسوريا تكمن في إمكانية تحول المشهد إلى التقسيم وخلق جمهوريات فيدرالية يمنح فيها الأكراد حكماً ذاتياً، تمامًا كما حدث في يوغوسلافيا.
إلا أنه حذر من مخاطر التقسيم، وعدم الاتفاق على نموذج فيدرالي واحد، قائلاً إن خلق فدراليات قد يستمر لفترة قصيرة جدًا ثم يبدأ التقاتل.
ولطالما دأب براك خلال الفترة الماضية على التشديد على وحدة الأراضي السورية، بينما دخل على خط الوساطة بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
كما أشاد أكثر من مرة بالحكومة السورية الجديدة، والمسار الذي فتحته على صعيد العودة إلى الخريطة الدبلوماسية العالمية.
يذكر أن الولايات المتحدة تسعى منذ فترة طويلة إلى الحد من نفوذ إيران في العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط. في حين تعتبر طهران العراق عنصرا حيويا من أجل استمرار صمود اقتصادها في ظل العقوبات.
وتتمتع إيران بنفوذ عسكري وسياسي واقتصادي كبير في العراق من خلال جماعات مسلحة شيعية قوية وأحزاب سياسية تدعمها في بغداد. لكن الضغط الأميركي تزايد خلال العام الماضي في وقت ضعفت فيه إيران بسبب هجمات إسرائيل على حلفائها في الشرق الأوسط، مما زاد من شدة تأثرها بالضغوط الأميركية، وفق "رويترز"
مصدر الخبر :
https://www.alarabiya.net/arab-and-w...B1%D8%A7%D8%BA