غسان مسعود لـ (واع): منظومة القيم في التمثيل ثابتة.. وصراع الأجيال "كذبة"



أكد الفنان السوري غسان مسعود أنَّ منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية الأساسية التي يعمل عليها فن التمثيل تظل ثابتة، مشيراً إلى أن التحولات التي نشهدها يومياً تقتصر على أدوات الممثل والمخرج بفعل التقدم التكنولوجي، فيما رأى أن ما يثار بشأن وجود صراع الأجيال كذبة.
وقال مسعود، في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): "إن المعايير التي تبدو ثابتة، هي في حقيقتها مفاهيم قابلة للتطور وليس التغيير"، مؤكداً: "ثَمَّةَ فرق بين قابلية التطور بفعل التقدم التكنولوجي، والتغيير الذي يجتث منظومة وعي ويؤسس بديلاً".
وأوضح، أنَّ "تأسيس البدائل التاريخية لا يحدث في الشعوب العربية، لذلك تظل تتعامل مع مفاهيم قابلة للتطور على أنها معايير ثابتة"، لافتاً إلى أن "التحولات اليومية نشهدها في أدوات الممثل والمخرج، أما التغيير الأساس فلا يطال الإنسان الذي يعمل منذ آلاف السنين على منظومة من القيم الأخلاقية والعاطفية والشعورية".
وأفاد مسعود، بأنَّ "هذه الأمور ثابتة لكنها تتأثر بفعل المتغير القيمي أو الزمني أو التقني، وهذا ما يوجب على الفنان أن يرصده في خزينه المعرفي والجمالي والإبداعي"، منوهاً إلى أن هذا التطوير "سيكون لصالح الدراما؛ لأننا لسنا وحدنا من يتغير، فالمجتمع من حولنا يتغير، وعلينا أن نلحق به ضمن إطار التلقي والتأثير المتبادلين".
وبيّن أن "لكل زمن معايير تحكمه، وأن التمثيل المبالغ به لم يعد مقبولاً اليوم، وهي مبالغة عريضة تنتمي لخشبة المسرح أكثر من الشاشة، وعندما حصل تطور تقني في الكاميرات، أصبح الممثل يلجأ إلى تقنيات الكاميرا كي يقدم أداءً ينسجم مع الصورة الكبيرة للوجه التي تصل إلى المشاهد في البيت، مؤكداً: "لا بد من الخضوع لمعايير تقنية فرضتها المرحلة كي يصل الفنان إلى الناس بأريحية".
وفي سياق متصل، تطرق الفنان السوري إلى مفهوم الحنين وصراع الأجيال، مشيراً إلى أن "الكثير من الناس يحن للأعمال القديمة ويفضلها؛ فالإنسان عندما يكبر يحن إلى ماضيه وطفولته"، واصفاً ما يسمى بـ "صراع الأجيال" بأنه "كذبة يعيشها الناس المتقدمون في العمر، يكذبون على أنفسهم كي يرتاحوا في اللا وعي، مدَّعين: كنا أجمل وأفضل، وهذا الكلام غير صحيح؛ فهو مجرد حنين إلى طفولتهم والعمر الذي مضى". حسب قوله.
ولفت مسعود إلى أن "الموهبة هي الشرط الأساسي للفنان، والتي تبرز عندما يعرف موهبته ويدرك قيمتها ويعمل على الارتقاء بها من خلال التدريب الذاتي والدراسة الأكاديمية، ليصل إلى "الصدق الفني، الذي يشعر به المتفرج من دون شرح".
وبين أن "هناك شخصيات شريرة يلعبها الفنان فتصبح ملاصقة له ضمن الوعي الجمعي العربي الذي ما زال حتى اليوم يَحبو نسبياً باستقبال مهنة الفن؛ لذا فإن المسألة تحتاج إلى وعي ومحاكمة تدرك أن الفنان الجيد هو المقنع بدوره فقط، بينما قد يكون طيباً في حقيقته".