وقد علموا..
أنّي سوف أرحَل.!
سأعيشُ طويلاً
في غُربتي..
لم يقُل لي أحدٌ تمهَّل.!
وقادَتني السفينة
لا أدري إلى أين
إلى بلادٍ
لا يفوحُ منها البُن
ولا يزيّنها النخيل..
ليسَ فيها صوتُ أمّي
ولا عطرُ هيل..
ليسَ فيها..
صغارٌ يعانقونَ السماء
حينَ الغروب..
ويرحلون بعد ذاك
حينَ الطلوع..
لا قصفَ هاهُنا
ولا حروب.
لا جثّةً غيرُ شاخصةً
تُرمى في الدروب..
وأنا بين أحياءِها
في ظلامِي لا ظلامِها
تلسعُني عقاربُ ساعاتِها
يسيّرني الهمُّ
وتُحرقُني الدموع..
لستُ أدري ؛
مَن غادرَ مَن!
ومنِ منّا هجَر !
لستُ أدري لماذا ؛
لا يغادرُني..
ولماذا يسكُنُ داخلي
لماذا لا يقتلني
ولأجلِ ماذا استقَر؟!
لستُ أدري هل خسرتُ
الوطَن؟!
أم وطَني مناضلاً خسَر !
العيلامي





رد مع اقتباس