نَصِيبي مِنكِ يَومَ البُعدِ بُعدُ
ويَومَ القُربِ إعراضٌ وصَدُّ

وَنَحوَكِ كُلَّ يَومٍ لي رَسولٌ
لَهُ في كُلِّ يَومٍ مِنكِ رَدُّ

وَقَلبي عَنكِ في الحالَينِ راضٍ
لِعِلمي أَنَّ ما لي مِنكِ بُدُّ

وَلا لي مِثلُ غَيري حينَ أَخفى
فُؤادٌ يَنتَهي عَمَّن يَوَدُّ

عَلى رَأسي وَعَيني ظُلمُ هِندٍ
رَضِيتُ بِكُلِّ ما فَعَلَتهُ هِندُ

فَقُلْ لِلعاذِلِينَ صَهٍ، فَبيني
وَبَينَ سَماعِ ما تملُونَ سَدُّ

خُذي يا هِندُ بي في الحُبِّ رِفقًا
فَما صَبري بِطُولِ جَفاكِ نِدُّ

وَلا لي قُوَّةٌ تَنهى اشتياقي
وَلا قَلبي عَلَى الأَهواءِ جَلْدُ

عَسى يا هِندُ تعطِفُكِ اللَّيالي
وَيَصدُقُ مِن وُعودِ الوَصلِ وَعدُ

وَيَرتَع في رِياضِ الحُسنِ طَرفي
وَيطفى مِن غَليلِ القَلبِ وَقدُ

إِلى كَم هَكذا هَجرٌ وَصَدٌّ؟
أَمَا لِلصَّدِّ وَالهِجرانِ حَدُّ؟

إِذا ما قُلتُ: قَد أَشجاكِ نَوحِي
وَلِنتِ، قَسا فُؤادُكِ، فَهوَ صَلدُ

وَحِفظُ العَهدِ مِن كَرَمِ السَّجايا
فَما لَكِ لا يَدُومُ لَدَيكِ عَهدُ؟

فَوَا أَسَفَى عَلى زَمنٍ تَقَضّى
وَلَيلاتٍ تَوَلَّت لا تُرَدُّ

لَعَلَّ اللهَ يَجمَعُ بَين هندٍ
وبيني في رِضَاهُ كمـــا أَوَدُّ


ابن المقري