صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20
الموضوع:

الطنطل من اساطير المخيّلة القطيفية الشعبية القديمة

الزوار من محركات البحث: 19 المشاهدات : 357 الردود: 19
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    أفانين القلب
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,111 المواضيع: 9,041
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 32364
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    مقالات المدونة: 1

    الطنطل من اساطير المخيّلة القطيفية الشعبية القديمة


    الطنطل من اساطير المخيّلة القطيفية الشعبية القديمة – بقلم صادق علي القطري
    لم يكن “الطنطل” مجرّد كائن أسطوري يُروى في الليالي القروية، بل كان تمثّلًا حيًّا لرهبةٍ قديمة تسكن الوجدان الجمعي لأهالي القطيف؛ رهبةٍ نحتتها الصحراء، ونفخت فيها العزلة روحًا هائمة، فخرج منها هذا العملاق الذي لا يُرى كاملًا، ولا يُدرك إلا بوصفه ظلًا طويلاً يتهادى بين كثبان الرمال.
    إنه الكائن الذي لا يُمسك، ولا يتحدّث، ولا يترك أثرًا إلا في الخيال، لكنه كان حاضرًا بما يكفي ليُحدّد سلوك الناس، ويضبط خطوات المسافر، ويُعيد تشكيل معنى الليل والصحراء في ذاكرتهم
    .

    الصحراء كأصل للحكاية
    في القطيف القديمة، قبل الكهرباء، وقبل أن تُروّض المدينة ظلامها، كانت الصحراء أقرب إلى عالمٍ غيبيّ يعيش على أطراف الحاضرة. هناك، في الامتداد الموحش، يتوارى الضوء وتتعاظم الأصوات، وتصبح كل حركةٍ مجهولة دافعًا لصناعة أسطورة. من رحم ذلك الفراغ خرج “الطنطل”, خرج ليكون صورة مكثفة للخوف الذي لا يُسمّى، وللغريب الذي يقترب دون أن يُعرف، وللظل الذي يطول حتى يتجاوز قدرة العين على تفسيره.
    هيئة الكائن عملاق بلا ملامح
    يُصوَّر الطنطل في الرواية القطيفية على أنه عملاق هائل الطول، لا تُرى ملامحه بوضوح، وكأن الرمال تصنعه ثم تبتلعه متى شاءت. لم يُقدَّم يومًا كشخص، ولا كجنّيّ واضح الملامح، بل كـهيكل طيفيّ يشبه العمود المتحرك، أو شبحًا مُفرط الطول ينصبّ في عتمة الليل كما لو أنه جزء من السماء انحنى إلى الأرض. هذا الغموض المتعمّد ليس جزءًا من الخيال الشعبي فقط، بل هو عنصر رمزي يعكس عجز الإنسان القديم عن تفسير الظواهر البعيدة. فالملامح تُقرّب، أمّا غيابها فيُبقي المسافة شاهقة، ويُطلق الخوف حرًّا بلا حدود.
    سلوكه مطاردة لا تُفضي إلى فتك

    على عكس كثير من الكائنات الأسطورية العربية التي تُعرف بالافتراس، لم يكن الطنطل قاتلًا بالضرورة. لكنه كان ملاحقًا لا يرحم. يظهر للمسافر المنفرد، خصوصًا من يقطع البرّ ليلًا، ويجعله يعيش رعبًا كافيًا لإفقاد العقل اتزانه. فمجرد رؤيته، كما ورد في الحكايات، قد تُسبب الجنون أو الانهيار، وقد يُعثر على المسافر في الصباح تائهًا أو فاقد الوعي، دون جرحٍ ظاهر. كانت الفكرة أن الطنطل لا يقتلك بجسده، بل بخوفك.

    الطنطل كمرآة للخوف الجمعي
    في التحليل الرمزي، يظهر الطنطل بوصفه انعكاسًا للقلق الوجودي الذي يسكن الإنسان حين يقف أمام المجهول. فالقطيف، رغم أنها واحة بحرية زراعية، كانت تُعاني من تماسٍ دائم مع الصحراء، ومع طرق السفر التي تعبر البراري المظلمة نحو الأحساء أو البادية أو الهجر القديمة. وهذا الاحتكاك ولّد خوفًا متجددًا من:
    • السفر ليلًا
    • العزلة
    • الغياب الطويل
    • المسارات التي لا علامات فيها
    • الظلال التي تصنعها النار أو القمر على الرمال
    وكان الطنطل تجسيدًا لكل ذلك. وأسطورةٌ تُشكِّل الخوف وتُعطيه اسمًا، حتى لا يبقى هائمًا بلا هيئة.
    الطنطل والوجدان القطيفي لماذا ترسّخ؟

    ما يميّز الحكاية القطيفية أن الطنطل لم يكن جزءًا من “القصص للتسلية”، بل كان حاضرًا في:
    • نصائح الآباء لأبنائهم بعدم السفر ليلًا
    • حكايات النساء حول المواقد
    • قصص الصيادين العائدين من البرّ
    • أساطير البادية التي انتقلت عبر طرق التجارة
    كما ساهمت طبيعة المكان في ترسيخ الأسطورة. فالقطيف قديمًا كانت محاطة بأرضٍ مفتوحة تمتد شمالًا نحو برّ الدمام والجبيل، وغربًا نحو الظهران والصمان. هذه المساحات صنعت تصوّرًا بأن “شيئًا” يتحرك فيها، شيئًا أطول من أن يكون بشرًا، وأكثر هدوءًا من أن تكون حيوانًا.


    بين الخيال والحماية الوظيفة غير المعلنة للطنطل
    الأسطورة ليست مجرد خوف، إنها أيضًا وسيلة ضبط اجتماعي. لقد منحت القطيفيين سببًا واضحًا لعدم التجوال ليلًا في البراري أو الاقتراب من أماكن خطرة. فوجود كائن أسطوري يطاردك كان أسلوبًا شعبيًا لحماية:
    • المسافرين من الضياع،
    • الأطفال من مغادرة القرى بمفردهم،
    • النساء من الابتعاد في الليالي المظلمة،
    • القوافل من المخاطرة بسلوك طرق مجهولة.
    • الطنطل كان “الحدّ الخفي” الذي يحرس المجتمع قديمًا.
    الطنطل بين الحقيقة والرمز
    اليوم، نقرأ الحكاية بوصفها جزءًا من التراث السردي القطيفي، لكنها تبقى أكثر من مجرد قصة. إنها وثيقة نفسية عن مجتمع كان يتفاعل مع المكان بكل خشوع. وكان يرى في الصحراء معنًى أكبر من الجغرافيا؛ كان يرى فيها امتحانًا للإنسان، ومعبرًا بين العالم المرئي وعالم الخفاء. ومن هنا، يصبح الطنطل استعارة لرهبة المجهول، ولتلك اللحظة التي يواجه فيها الإنسان ضعفَه أمام اتساعٍ لا يمكن الإمساك به.
    لماذا يستحق الطنطل إعادة القراءة اليوم؟
    لأن الأسطورة ليست مجرد ماضٍ. بل هي مرآة للخيال، وفهمها يعني فهم الإنسان الذي صنعها. وعندما ننظر إلى الطنطل في سياقه القطيفي، فإننا لا نرى كائنًا مخيفًا فقط، بل نرى:
    • علاقة الإنسان بالمكان
    • خوفه من الانفراد
    • صراعه مع الليل
    • حاجته إلى تفسير العالم
    • ورغبته في تحويل الخوف إلى حكاية قابلة للسيطرة.
    وفي الختام:
    الطنطل، بما يحمله من غموض وهيبة، ليس كائنًا خرافيًا فحسب، بل هو ظلّ الإنسان نفسه حين يواجه فضاءً أوسع من طاقته على الفهم. هو خوفٌ منسوج من رمال الصحراء، وامتداد الليل، وصمت البراري التي لا تضمّ أحدًا. وفي المخيّلة القطيفية، بقي الطنطل شاهدًا على زمن كان فيه الظلام عالمًا كاملًا، وكان الخيال يحرس الحقيقة من الانهيار.


    المهندس صادق علي القطري

  2. #2
    مشرف قسم اللغة الانكليزية
    تاريخ التسجيل: October-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 339 المواضيع: 8
    التقييم: 585
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    الله اليستر هوايه سامعين قصص وأساطير حول الطنطل ههههههه شكرا شكرا

  3. #3
    مراقبة
    أفانين القلب
    هههه نورت بحضورك الرائع

  4. #4
    مساعد المدير
    ام محمد
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: روح إيليا وشمس الشموس
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 66,172 المواضيع: 1,063
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 130035
    مزاجي: I do not care about anyone
    المهنة: Graduate without appointment
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: iphone مال هسة +_-
    آخر نشاط: منذ 26 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    يومه


  5. #5
    مراقبة
    أفانين القلب
    لاتخافي كلها أساطير قديمة نورتِ بحضورك الجميل أم محمد

  6. #6
    صديق مشارك
    لأجلك أبكيت القمر
    تاريخ التسجيل: December-2025
    الدولة: جمهورية مصر العربيه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 73 المواضيع: 13
    التقييم: 177
    المهنة: حاصل علي دبلوم زراعه
    آخر نشاط: منذ 12 دقيقة
    معظمنا مروا بهذه القصص والحكايات بذكرياتها الجميله عندما كبرنا ولكنها كانت القاسيه و المرعبه في عمر الصبا
    هل ماذالت القطيف بنفس الوصف الذي توصفينه ام تم اعمارها بالسكان والقري والمدن؟

  7. #7
    مراقبة
    أفانين القلب
    تم أعمارها ،، فيها ناس محترمة ومثقفة في مجالات متعددة يطلعون متفوقون
    شوف الفيديو


  8. #8
    صديق مشارك
    لأجلك أبكيت القمر
    جميله جدا ربي يزيدكم

  9. #9
    مراقبة
    أفانين القلب
    ربنا يحفظكم ويخليكم يارب

  10. #10
    صديق مشارك
    لأجلك أبكيت القمر
    تعرفي بقي ان قلعة تاروت بشكلها القديم كانت اجمل كمنطقه ذات تراث قديم وزيارتها كانت في فصل الشتاء اجمل
    مع اني مقتنع ان كل حاجه بتتحدث ممكن الرياح والامطار والزمن والعوامل الجويه غير قلعة تاروت وده السبب لتحديثها بشكل جميل برضو
    التعديل الأخير تم بواسطة mohamed awad ; منذ أسبوع واحد الساعة 1:56 am

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال