دراسة: النساء يتفوقن على الرجال في قراءة «وجوه المرض»


في كشف علمي جديد يلقي الضوء على الفوارق البيولوجية والسلوكية بين الجنسين، أظهرت دراسة أمريكية حديثة تفوق النساء على الرجال في القدرة على رصد العلامات الدقيقة للمرض البادية على الوجوه، مما يشير إلى امتلاكهن حساسية فطرية خاصة تجاه التغيرات الصحية للآخرين.
وأوضحت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في قسم علم النفس بجامعة ميامي، ونشرها موقع ”ميديكال إكسبريس“، أن النساء سجلن دقة أعلى - وإن كانت بفارق طفيف - في تمييز ملامح الإعياء مثل تدلي الجفون أو شحوب البشرة، مقارنة بنظرائهن من الرجال.
واعتمد الفريق البحثي في منهجيته على اختبار 280 طالباً جامعياً مقسمين بالتساوي بين الجنسين، حيث طُلب منهم تقييم 24 صورة لأشخاص في حالات صحية متباينة ما بين المرض والعافية، وذلك وفق مقاييس دقيقة تشمل السلامة الجسدية واليقظة والود.
وكشفت التحليلات الإحصائية للدراسة أن تفوق الإناث في استشعار ”وجوه المرض“ كان ثابتاً عبر جميع المعايير
المستخدمة، مما يعزز فرضية وجود ميزة مرتبطة بالجنس في ما يُعرف بـ ”حساسية الوجه للمرض“.
وأرجع الباحثون هذا التفوق النسائي إلى فرضيتين رئيسيتين، ترتبط الأولى بالدور التاريخي للمرأة كراعية أساسية للأطفال، حيث تطورت لديها هذه المهارة لضمان بقاء النسل وحمايته من المخاطر الصحية المبكرة بدقة أكبر.
فيما تستند الفرضية الثانية إلى ما يعرف بـ ”تجنب الملوثات“، حيث تمتلك النساء حساسية أعلى تجاه مسببات الاشمئزاز والعدوى، وهي آلية دفاعية قد تكون تشكلت عبر الزمن نتيجة فترات ضعف المناعة المرتبطة بالخصوبة والحمل، مما يدفعهن ليقظة أكبر لتجنب الأمراض.
ونبه التقرير العلمي إلى ضرورة توخي الحذر في تعميم النتائج، نظراً لاقتصار العينة على طلاب المرحلة الجامعية الأولى، واعتماد الاختبار على صور ثابتة ومقتطعة تفتقر للإشارات الحيوية كالصوت والحركة التي تؤثر عادة في التشخيص الواقعي.