مراقبة
أفانين القلب
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 25,047 المواضيع: 9,217
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
«الوراثة» تلاحق السرطان.. والفحص الجيني يحاصر 10% من الأورام
«الوراثة» تلاحق السرطان.. والفحص الجيني يحاصر 10% من الأورام

كشفت استشارية الأمراض الوراثية، الدكتورة عزيزة مفرح مشيبة، عن الآليات الحديثة للتصدي للأورام الوراثية، موضحة دور الفحص الجيني الدقيق في رسم مسارات وقائية وعلاجية للأفراد والعائلات الأكثر عرضة للإصابة.
يأتي ذلك من خلال بروتوكول طبي يبدأ بالاشتباه السريري وينتهي بوضع خطة نجاة شاملة تحمي الأجيال القادمة.
وأوضحت الدكتورة عزيزة مفرح أن الأورام الوراثية تشكل نسبة تتراوح بين 5 إلى 10 في المئة من إجمالي حالات السرطان المسجلة، ورغم انخفاض هذه النسبة رقمياً إلا أنها تمثل حجر الزاوية في استراتيجيات الوقاية الاستباقية.
وبينت أن هذه الأورام تنشأ نتيجة استعداد جيني كامن لدى الفرد، قد يكون موروثاً بشكل مباشر من أحد الوالدين أو ناتجاً عن طفرات جينية مستحدثة لدى الشخص نفسه قابلة للانتقال مستقبلاً إلى ذريته.
ولفتت الاستشارية إلى أن رحلة الكشف تبدأ عادةً داخل عيادات الأورام، حيث يعتمد الأطباء على التاريخ المرضي والعائلي الدقيق كأداة أولية لاستشعار الخطر قبل تحويل الحالة إلى مسار التقييم الجيني المتخصص.
وذكرت أن هناك مؤشرات حمراء تستدعي الاستنفار الطبي، أبرزها الإصابة بالسرطان في عمر مبكر غير مألوف، أو تعرض الشخص لهجمات سرطانية متعددة في مراحل عمرية مختلفة، مما يرجح فرضية الخلل الجيني.
وأضافت أن تكرار نوع معين من الأورام بين أفراد العائلة الواحدة، أو ظهور أنماط تلازمية معروفة مثل اقتران أورام الثدي بالمبايض أو القولون بالرحم، يُعد دليلاً قوياً يستوجب التدخل الفوري من طبيب الوراثة.
وأكدت أن بعض الأورام النادرة تحمل بصمة وراثية واضحة بمجرد تشخيصها، مما يرفع درجة الشك الطبي ويجعل تحويل المريض لاستشاري الوراثة إجراءً حتمياً لاستكمال منظومة التشخيص الدقيق.
وأشارت إلى أن طبيب الوراثة يتولى في هذه المرحلة إدارة الملف عبر استقصاء عميق للتاريخ العائلي، ومناقشة خيارات الفحص الجيني مع المريض لتوضيح ماهيته وتبعاته الطبية والنفسية المتوقعة.
وشرحت أن نتائج الفحص الجيني تخرج عادةً في ثلاثة مسارات، أولها النتيجة السلبية التي تنفي وجود الطفرة المبحوث عنها وتمنح المريض شعوراً بالطمأنينة، وثانيها النتيجة المشتبه بها التي تتطلب متابعة دورية دقيقة.
ونوهت بأن المسار الثالث هو النتيجة الإيجابية التي تؤكد وجود تغير جيني محفز للأورام، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام الأطباء لوضع خطة علاجية ووقائية مفصلة تناسب الخريطة الجينية للمريض.
وشددت الدكتورة عزيزة على أن اكتشاف الطفرة الوراثية لا يمثل حكماً حتمياً بالإصابة، بل هو أداة تمكين قوية تتيح للمريض وذويه اتخاذ قرارات صحية استباقية مبنية على الوعي والمعرفة بدلاً من المجهول.
وأبرزت الأثر الممتد لهذه الفحوصات الذي يتجاوز المريض ليشمل كافة أفراد أسرته، حيث يتيح لهم الخضوع للفحص التنبؤي المبكر حتى قبل ظهور أي أعراض، مما يؤسس لجيل محصن بالوعي الوقائي.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن تكامل الكوادر الطبية المتخصصة ووجود مراكز متقدمة للأمراض الوراثية يمثل طوق النجاة الذي يعبر بالمرضى وعائلاتهم نحو بر الأمان الصحي والعيش بعافية